الحكرة وتحديات الوطن: نحو تغيير إيجابي

مقال رأي : عماد بوبكير

في ظل التحديات التي تواجه مجتمعاتنا، يبقى تأثير الحكرة على المواطنين قضية ملحة تستحق منا التأمل العميق. فالمواطن الذي يشعر بعدم التقدير والتهميش لا يمكنه إلا أن يشعر بالإحباط، مما يؤثر سلباً على ولائه لوطنه. هذا الإحساس بالظلم لا يمس فقط الأفراد، بل يمتد ليشمل المجتمع بأسره، ويعكس صورة غير مرضية عن وضعنا الحالي.

قيمة الاعتراف بالجهود

إن الاعتراف بجهود الأفراد هو الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع القوي. عندما يُهمل المواطن الذي يعمل بجد، ويُعطى الانتهازيون والمتملقون الفرص، تتزعزع الثقة في النظام. “أنا من طرف فلان” و”أنا ابن فلان” أصبحت عبارات شائعة تُعبر عن كيف يُفضل بعضهم العلاقات على الكفاءات. هذه الممارسات ليست مجرد تمييز، بل هي تآكل لقيم العدالة التي تُعتبر من أسس المجتمع السليم.

تأثير الحكرة على مستقبل الوطن

تتجلى آثار الحكرة بوضوح في تدهور جودة الخدمات في المؤسسات العمومية. فالأشخاص غير المؤهلين الذين يتولون المناصب يؤثرون سلباً على أداء المؤسسات، مما يزيد من استياء المواطنين. ومع تزايد المشاعر السلبية، تتعزز رغبة الكثيرين في الهجرة بحثاً عن فرص أفضل، مما يعني فقدان الكفاءات التي يمكن أن تسهم في بناء الوطن.

نحو تغيير إيجابي

لإعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم، يجب أن تكون هناك تغييرات جذرية في كيفية إدارة الشؤون العامة. يتعين على المسؤولين العمل على تعزيز الشفافية وتقديم الفرص للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم. إن إشراك المواطنين في عملية صنع القرار يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق التغيير المنشود.

ختاماً

إن تعزيز القيم الإنسانية والعدالة هو السبيل الوحيد لبناء وطن يفتخر به الجميع. يجب أن نعمل معاً لتحسين الظروف وتعزيز حب الوطن في قلوب مواطنيه. عندما يُعطى الجميع الفرصة لإثبات قدراتهم، فإننا نخطو خطوة كبيرة نحو بناء مجتمع قوي ومزدهر. الله، الوطن، الملك.