(FILES) In this file photo taken on December 28, 2021, Kazakh President Kassym-Jomart Tokayev attends an informal annual summit of the Commonwealth of Independent States (CIS) heads of state at the Konstantin Palace presidential residence in Strelna. - Kazakhstan's president sacked the Central Asian country's cabinet on January 5, 2022 in a bid to head off unprecedented unrest across the nation over an energy price hike. (Photo by Yevgeny BIYATOV / SPUTNIK / AFP)

الرئيس الكازاخستاني يعلن عن استفتاء حول بناء محطة نووية ويعرض خططه لمستقبل البلاد

نيوز بلوس/الرباط

أعلن الرئيس الكازاخستاني، قاسم-جومارت توكاييف، عن إجراء استفتاء وطني حول بناء محطة نووية في السادس من أكتوبر، وذلك خلال خطابه السنوي عن حالة الأمة، والذي ألقاه في الثاني من سبتمبر 2024. وشكل هذا الإعلان جزءًا من رؤيته الأوسع لتحقيق مستقبل مشرق ومستدام لكازاخستان.

في خطابه، أكد الرئيس توكاييف على أهمية مشاركة الشعب في القرارات الوطنية الكبيرة، معتبرًا أن الاستفتاء هو “تجسيد لمفهوم الدولة المستمعة”. يذكر أن فكرة بناء محطة نووية في كازاخستان ليست جديدة؛ إذ أعرب الرئيس عن ثقته بأن الطاقة النووية قادرة على تلبية احتياجات الاقتصاد الكازاخستاني المتزايدة بسرعة.

وقد أظهرت نتائج استطلاع أجراه معهد الدراسات الاستراتيجية في كازاخستان أن أكثر من نصف المشاركين (53.1%) يؤيدون بناء المحطة، بينما يعارضها 32.5%. يعكس هذا الاستفتاء رغبة الحكومة في أخذ رأي الشعب في الحسبان عند اتخاذ قرارات استراتيجية تمس مستقبل البلاد.

إلى جانب الإعلان عن الاستفتاء، استعرض الرئيس توكاييف سلسلة من المهام والأولويات الجديدة الهادفة إلى تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة لكازاخستان. حيث أعلن عن اعتماد 102 قانون جديد خلال الدورة البرلمانية الأخيرة، تركزت على قضايا مثل مكافحة الاتجار بالبشر وحماية حقوق الأطفال.

كما شدد الرئيس على أهمية معالجة الاختلالات في السياسات الاقتصادية، داعيًا الحكومة إلى اتخاذ خطوات فعالة لإعادة هيكلة الاقتصاد ووضع قانون ضريبي جديد. وتعهد بزيادة الاستثمارات في المناخ وتحسين بيئة الأعمال، بما في ذلك زيادة نسبة الشركات المتوسطة الحجم إلى 15% بحلول عام 2029، وتعزيز التمويل الزراعي.

لم يغفل توكاييف أهمية التكنولوجيا والابتكار في تحقيق التقدم. فقد أكد على ضرورة تعزيز جهود الرقمنة في كازاخستان، مع دمج الذكاء الاصطناعي في منصات الإدارة الإلكترونية. وأعلن عن تخصيص عام 2025 كـ”عام المهن التقنية”، بهدف تطوير القوى العاملة المحلية وجذب الجامعات الأجنبية البارزة إلى البلاد.

في إطار خطط التنمية الصناعية، دعا الرئيس إلى تنفيذ 17 مشروعًا رئيسيًا يركز على التصنيع المتقدم واستخدام المواد الخام المحلية، مؤكدًا على أهمية ضمان إمدادات الغاز للسكان والاقتصاد.

في مجال السياسة الخارجية، أكد توكاييف على التزام كازاخستان بنهج سلمي ومتوازن، مجددًا دعم بلاده لجهود مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية، إلى جانب التصدي لتغير المناخ. كما أكد على التزام كازاخستان بالتعاون المتعدد الأطراف بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، ودعم جهود حفظ السلام ومبادرات نزع السلاح.

اختتم توكاييف خطابه بالتأكيد على أهمية التماسك الوطني ودعم كل فرد في المجتمع لتحقيق الأهداف العليا لكازاخستان. وقال: “لدينا رؤية واضحة للتنمية طويلة الأمد لدولتنا. ولتحقيق هذه الأهداف العالية، يجب علينا الحفاظ على التماسك وإظهار الدعم المتبادل والاحترام”.

يمثل هذا الخطاب، بما حمله من إعلانات واستراتيجيات، خطوة جديدة في مسيرة كازاخستان نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا، حيث يلعب الشعب دورًا محوريًا في تحديد مسار التنمية.