إنقاذ المسرح المغربي: ضرورة ملحة للحفاظ على تراثنا الثقافي

نيوز بلوس / ياسين أحجام

أود أن أتوجه بهاته الرسالة لأعبر عن قلقي العميق من تبعات قرار اختزال برمجة العروض في يومين فقط أسبوعيا بالقاعات المسرحية التابعة لقطاع الثقافة، وما لهذا القرار من انعكاسات سلبية كبيرة على ذاكرة المسرح المغربي وعلى جميع العاملين في هذا المجال من فنانين وتقنيين ومؤلفين.

من المؤكد أن القاعات المسرحية ليست مجرد أماكن لعرض العروض الفنية، بل هي صروح تحتضن ذاكرة وثقافة الوطن، وتساهم في تشكيل الوعي الثقافي والفني للمجتمع. إن فقدان هذه القاعات هو فقدان جزء ثمين من تراثنا المسرحي، وضربة موجعة للإبداع المسرحي الذي طالما كان مصدر فخر وإلهام.

إن توجيه الموارد نحو مشروع سينمائي غير واضح المعالم على حساب القاعات المسرحية يثير العديد من التساؤلات والمخاوف. فالإبداع المسرحي هو ركيزة أساسية من ركائز الثقافة المغربية، ولا يمكن التضحية به من أجل مشاريع غير مضمونة النتائج. إن هذا القرار يهدد مستقبل المسرح المغربي، وقد يؤدي إلى تفجر الوضع في صفوف كل العاملين في هذا المجال الحيوي، مما سيكون له عواقب وخيمة على المشهد الثقافي برمته.

نحن نؤمن بأن الفن بكل أشكاله هو انعكاس لحيوية المجتمع و درجة تمدنه و تحضره ، والمسرح على وجه الخصوص له دور ريادي في التعبير عن هموم الناس وقضاياهم. لذا، نناشد المسؤولين في القطاع الوصي إعادة النظر في هذا القرار، ووضع مصلحة الثقافة والمسرح المغربي فوق كل اعتبار.

نأمل أن تجد هذه الرسالة صدى لدى المسؤولين، وأن يتم اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على القاعات المسرحية خاصة أننا مقبلون على مشاريع مسرحية جديدة وواعدة حفاظاً على الصناعة المسرحية وضماناً لاستمرار إشعاع الإبداع الفني في بلادنا.

وفي هذا السياق، لا بد أن نشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها السيد الوزير خلال السنتين الأخيرتين للنهوض بالمسرح المغربي. لقد شهدنا تحسناً ملحوظاً في دعم المشاريع المسرحية وتطوير البنية التحتية الثقافية، مما يعكس التزام الوزارة بتعزيز مكانة المسرح في المجتمع المغربي. إن هذه الإنجازات تبعث فينا الثقة بأن السيد الوزير سيجد حلاً لهذا الإشكال، ويحافظ على مكتسبات المسرح المغربي ويساهم في ازدهاره المستدام.