سعيد بولخير -عضو سابق بمجلس عمالة الصخيرات تمارة
اليوم لم يكتمل نصاب انعقاد الدورة العادية لشهر ماي لمجلس جماعة تمارة بحيث حضرت الساكنة و غاب أغلبية أعضاء الأغلبية و سجل بعض من أعضاء المعارضة الحضور .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا أن أغلبية المجلس وقعت ميثاق للأغلبية عند التحالف ! و رفعت يدها عاليا و أرخت للحظة الاعلان عن الأغلبية بصور معلنة عن توقيع شهادة ميلاد تحالف جديد شعاره العمل “قولا و فعلا ” لكن للاسف حضر القول و غاب، لحدود كتابة هذه الأسطر، الفعل . و نجد من بين أهم بنود هذا التحالف العمل كفريق واحد لكن يبدو أن الأغلبية لحدود اللحظة يصدق فيها قوله تعالى ” تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”، و نجد كذلك من بين بنود ميثاق الأغلبية التنسيق بين مكوناتها و عقد لقاءات قبل انعقاد دورات المجلس و توحيد مواقف سفينة الأغلبية وراء ربانها رئيس المجلس، لكن يبدو أن سفينة التحالف أحدث فيها ثقب . و هنا أقف قليلا، و لنتسائل بصوت عالي من المسؤول عن ثقب سفينة تحالف فريق الأغلبية؟!
هل هو ربان السفينة؟ أم أن الربابنة تعددو ولم يعد هناك ربان واحد ؟ أم أن البيت الداخلي للتحالف تتسع فيه هوة بين مكوناتها و غاب الانسجام و التناغم و من هنا أستحضر المثل الشعبي “أاامي با طاح من فوگ العود طبيعي إيطيح من الخيمة خرج مايل ”
حيث غاب التنسيق و حضر بدله التصفيق و التصرفيق بين مكونات الأغلبية !!!
ومعلوم أن السياسة إذا كانت هي فن الممكن فيه أيضا فن إدارة التحالفات.
فتدبير الشأن العام المحلي ليس نزهة أو “طلوع فوگ العمارية” بل هو مسؤولية و أمانة، وهو فعل و ممارسة و إبداع وسط حزمة من الاكراهات المتشابكة بين ماهو قانوني و إداري و مالي. و يمكن تصنيف أداء المنتخب بين من يهدف إلى تحقيق الذات في إطار التدبير الشأن العام المحلي و بين من يطمح إلى تحقيق العائد السياسي في عملية تدبير الشأن العام المحلي و بين ما يجمع بينهما و من يتخذ من تدبير الشأن العام المحلي “حرفة” .
و الجميل في مخرجات نتائج انتخابات 8 شتنبر أنها أفرزت بعض النخب التي لها تنشئة سياسية و تدرجت في الفعل الحزبي و كذا التنظيمات السياسة و الجمعوية و بالمقابل أفرزت لنا العديد من منتخبي الصدفة التي وجدت نفسها في عوالم التدبير الجماعي و تتخبط في دهشة من أمرها و تتلمس ملامح عالم العمل الجماعي من مختلف مواقعه سواء في الأغلبية أو المعارضة ، و هذا الأمر ليس عيبا : لكل داخل دهشة لكن الإستمرار في الدهشة السياسية سيفضي حتما إلى هدر الزمن التنموي خصوصا أن بعض أغلبية المجالس الجماعية تشكلت وفقا لهندسة فوقية مما يؤثر على استدامة انسجامها خاصة أنها أدت إلى تشكل تنسيقيات منتخبين فرضت عليهم مواقع المعارضة داخل المجالس. و هذا الوضع سيفرز لا محالة منتخبين جادين قادرين على الإبداع وحل الأزمات في ظل الإكراهات المؤطرة للعمل الجماعي كما ذكرت سالفا، و منتخبين آخرين يتصورن أن عالم تدبير الشأن العام المحلي هو “الهوتة” ،و “الهمزة”، و “الفرصة”، هو إنسان “يدبر على راسو سوفي راسو ” هو إنسان “يدير على يرجع” وغيرها من المصطلحات و العبارات التي تنهل من قاموس الفساد السياسي و الإنتخابي كنا نعتقد أن البلد قد قطع معه بعد دستور 2011 و ما أقره من ربط للمسؤولية بالمحاسبة .
بقي فقط أن أردد معكم يا لهذا الحظ العاثر للمدينة تمارة مع هذا المجلس !!!!
على أمل أن ترقى النخب السياسية و المدنية بالمدينة بالنقاش و إقتراح الحلول و الرفع من المنسوب السياسي و التدافع السياسي لتنزيل فعل تنموي حقيقي جاد و مسؤول . يتبع…..