بترول المغرب.. بين وعود الماضي وانتظارات الحاضر: رأي معنينو

نيوز بلوس / الأستاذ الصديق معنينو 

أجد صعوبة في عدم مشاركة ما أتوصل به من ملاحظات وانتقادات بعد نشر إحدى مقالاتي على موقع “كويد”. كثيراً ما أرتاح لصدى ما تضمنته تلك المقالات، وأحيانًا أخرى أشعر وكأني جانبت الصواب. الغرض من هذه المقدمة هو بسط بعض ما توصلت به بعد نشر مقالي بعنوان “أسئلة تؤرقني”.

أرقام قياسية

نبهني أحد القراء إلى أنني أيدت المطالبة برحيل من سميتهم بـ”أباطرة الرياضة”، والقصد هنا بعض رؤساء الجامعات الذين خلدوا في هذه المناصب دون النجاح في اكتشاف وإبراز مواهب جديدة في مختلف الأنواع الرياضية. وذكر لي أحدهم أنني كان عليّ الإشارة إلى بعض كبار موظفي الدولة الذين حطموا أرقامًا قياسية في إدارة عدد من القطاعات مثل الأوقاف والتخطيط والإعلام وغيرها. أشار إلى أن المجالس المتخصصة تُرأس من قبل شخصيات طاعنة في السن، وكأن الأم المغربية لا تنجب شبابًا ليقودوا تلك القطاعات. اعتبرت ذلك تذكيرًا دون المس بكفاءة من تمت الإشارة إليهم.

رسالة تأنيب

تلقيت أيضًا رسالة تأنيب من رئيس إحدى الجامعات الرياضية، حيث اعتبر أن ما كتبته بشأن ضرورة التغيير مسًا بشخصيات تقدم التضحيات من أجل الرياضة. ورغم أنه انتقدني بعنف في بعض تدخلاته، إلا أنه في مكالمة هاتفية أكد رغبته في الاستمرار بمنصبه، مشيرًا إلى أن جهوده تعطي نتائج ملموسة.

انتقاد في محله

وصلني أيضًا انتقاد من قارئ آخر حول موقفي من الملك الراحل الحسن الثاني، حيث اتهمني بتغاضي بعض الأخطاء في سياسته. ذكرني بواقعة اكتشاف النفط التي أعلنها الملك عام 1978، حيث قال إن المغرب سيبدأ في استخراج النفط لسد حاجيات الاستهلاك الداخلي. استرجعت هذه القصة بعد بحث طويل، ليتبين لاحقًا أن تلك الوعود كانت نتيجة خدعة قامت بها شركة سويسرية، مما أدى إلى فشل في العثور على النفط.

مقلب لطيف

بعدما تلقيت هذا الانتقاد، بدأت رحلة البحث والتقصي لأكتشف أن الحسن الثاني لم يكن مقتنعًا تمامًا بنتائج التنقيب. فقد كانت إحدى الشركات تدعي قدرتها على اكتشاف النفط بمجرد التحليق بالطائرات، لكن بعد تحقيقات طويلة، اتضح أن تلك الشركة كانت تتلاعب بالمعلومات، ولم يتم العثور على النفط كما كان يُعتقد في البداية.

بدون أمل

منذ ذلك الحين، تتكرر حكايات اكتشاف النفط في المغرب كأنها قصة قديمة حديثة تظهر وتختفي. عدة شركات حاولت التنقيب ولم تنجح حتى الآن. وفي وقتٍ ما، قال الحسن الثاني إن المغرب ربما كان أفضل حالًا دون نفط، لأنه يبني اقتصاده بعمل وجهود أبنائه، وليس بالاعتماد على الموارد الطبيعية فقط.

معنينو