“مركب الشمس” للملك الفرعوني خوفو يعزز معروضات المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات

نشرت في:

قال مصدر من وزارة السياحة والآثار المصرية السبت إنها أتمت نقل “مركب الشمس” الملكية للفرعون المصري خوفو، باني الهرم الأكبر، والتي يبلغ عمرها أكثر من 4600 عام إلى موقعها الجديد في المتحف المصري الكبير، أكبر متحف في العالم يضم آثار حضارة واحدة.

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية السبت إتمام عملية نقل مركب الملك خوفو – الذي يُعتقد أنه حكم بين 2589-2566 قبل الميلاد – ويسميه الإغريق باسم كيوبس، والمعروف باسم “مركب الشمس” من منطقة آثار الهرم إلى المتحف المصري الكبير المزمع افتتاحه نهاية العام الجاري.

كان المهندس كمال الملاخ قد اكتشف في مايو/أيار 1954 حفرتين مسقوفتين في الجهة الجنوبية من الهرم الأكبر بداخلهما مركبان للملك خوفو من الأسرة الرابعة (أسرة بناة الأهرامات)، وجرى ترميمهما وتركيبهما لاحقا وعرضهما للجمهور. وتقول النظريات الأثرية إن السفينة – التي توصف بمركب الشمس – بنيت للسماح للفرعون بالإبحار عبر السماء بعد وفاته.

وقالت الوزارة إن نقل المركب الأول المصنوع من خشب الأرز ويبلغ طوله نحو 42 مترا ووزنه نحو 20 طنا استغرق 48 ساعة، ووصل إلى المتحف المصري الكبير فجر يوم السبت في رحلة استغرقت 10 ساعات لمسافة تقدر بسبعة كيلومترات ونصف. وأضافت أن مشروع نقل المركب يهدف إلى “الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي مصنوع من الخشب في التاريخ الإنساني”، مشيرة إلى أن تاريخ صناعة المركب يعود إلى أكثر من 4600 عام.

فيديو ترويجي عن مراحل إعداد وخطوات نقل مركب الملك خوفو الأول بنجاح


وأوضح المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير عاطف مفتاح أنه جرى نقل مركب خوفو كقطعة واحدة داخل هيكل معدني، ورفعها إلى عربة ذكية آلية التحكم عن بعد، تم استقدامها من بلجيكا خصيصا لهذا الغرض، مؤكدا أن هذه “واحدة من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة والفريدة. وأضاف قائلا إن تجارب محاكاة عديدة أجريت قبل تنفيذ عملية النقل لاختبار أداء العربة وثبات الهيكل المعدني فوقها.

وتقول مصر إن المتحف المصري الكبير الجاري العمل فيه منذ نحو 17 عاما، وتوقف لبعض الفترات، سيحتوي على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من أهم وأغلى القطع الفرعونية عند افتتاحه كما يمثل حدثا فريدا في تاريخ الآثار المصرية. وتعول القاهرة كثيرا على تاريخها الفرعوني ومكتشفاتها الأثرية الحديثة لإعطاء دفعة لقطاع السياحة المتعثر، والذي عانى من عدة هزات منذ ثورة 25 يناير 2011 ثم جائحة كورونا نهاية عام 2019. 

وكانت السلطات المصرية قد نقلت رفات 22 مومياء ملكية من المتحف المصري القديم في ميدان التحرير إلى متحف الحضارة المصرية الجديد في الفسطاط في شهر نيسان/أبريل الماضي في حفل مهيب نقلت وقائعه على الهواء مباشرة وحضره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

قصة إكتشاف مركب خوفو العملاقة


  

تاريخ المراكب والقوارب في مصر القديمة

“مصر هبة النيل” كما قال المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد. ولأن التنقل عبر النهر كان يتطلب بالطبع وجود وسيلة مناسبة، فقد برع المصريون القدماء في فن بناء السفن والمراكب التي ساعدتهم على اكتشاف أماكن بعيدة عن موطنهم في قلب القارة الأفريقية أو على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط. واستخدمت تلك المراكب في جلب البضائع من تلك البلاد البعيدة وكذلك تصدير المنتجات المصرية إليها.

 

عملية نقل
عملية نقل “مركب الشمس” للملك خوفو لموقعها الجديد ليلا في المتحف المصري الكبير © أ ف ب/ وزارة السياحة المصرية

وعلى الرغم من أن عدد المراكب والسفن القديمة المتبقية يعد قليلا للغاية فقد تمكن الآثاريون من التعرف على عدد كبير من نماذج تلك المراكب وجدوها في مقابر الملوك وكبار المسؤولين المصريين في جميع أنحاء البلاد. وقد صنعت نماذج لقوارب البردي من الخشب المطلي، وإن كانت المراكب الحقيقية تصنع من الخشب، وقلة منها فقط كانت تصنع من عيدان البردي. 

وارتبطت المراكب المصنوعة من البردي بالأرباب أو العائلة الملكية. فكانت تستخدم: إما للأنشطة اليومية، مثل الإبحار والتنزه، أو في المناسبات الدينية؛ مثل نقل تماثيل الأرباب أو للحج أو الاحتفالات المرتبطة بطرد الأرواح الشريرة. واستخدمت المراكب الخشبية في نقل البضائع الثقيلة. وكان للملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة 2600 قبل الميلاد، أسطول من أربعين سفينة، استخدمت في استيراد ألواح خشب الأرز من لبنان. وعثر بمقبرة الملك توت عنخ آمون على 35 نموذجا خشبيا لقوارب متنوعة، بعضها بمقاصير ملونة لراحة الملك وحاشيته. وقد عثر أيضا على مراكب لاستخدام رب الشمس في رحلته السماوية الرمزية.

وتنوعت معالم وتصميمات المراكب المصرية القديمة، وفق وظائفها، وإذا ما كانت للاستخدام في الإبحار على النيل أم عبر البحر المتوسط أو البحر الأحمر. وأبحرت المراكب الدينية والطقسية على النيل والبحيرات المقدسة. وتطورت السفن الحربية في الحجم والمعالم (الإمكانات والتجهيزات)، وأضخمها تلك التي بنيت في عصر الرعامسة، إذ وصل وزنها إلى نحو خمسين طنا. ويعرض المتحف المصري قاربين أصغر للملك سنوسرت الثالث، وقد عثر عليهما في دهشور. 

 

فرانس24

Source