نيوز بلوس/الدار البيضاء
في يوم الأربعاء 13 نونبر 2024، تم تنظيم لقاء تشاوري بمقر مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، حول وضعية المكتبات الأكاديمية المتخصصة في المغرب وسبل تعزيز التعاون بينها. هذا اللقاء الذي جمع مجموعة من المحافظين والممثلين عن المكتبات الجامعية المغربية، كان فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات المشتركة التي تواجه المكتبات الأكاديمية في المملكة.
في كلمته الافتتاحية خلال اللقاء التشاوري بين مهنيي المكتبات الأكاديمية، شدد الأستاذ محمد الفران، المدير العام المساعد لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، على ضرورة توحيد الجهود بين المكتبات الأكاديمية في المغرب لتعزيز جودة الخدمات المكتبية وتحسين دورها في دعم البحث العلمي. وأكد الفران أن التعاون بين المكتبات يسهم في تجاوز التحديات المشتركة مثل نقص الموارد وضرورة تحديث الأنظمة المكتبية، بما يعزز قدرة الباحثين والطلاب على الوصول إلى مصادر المعرفة بسهولة وفعالية. كما أشار إلى أن هذا التعاون سيعمل على تطوير الأدوات والأنظمة البيبليوغرافية والرقمية، مما يسهم في تيسير الحصول على المعلومات ويعزز من فاعلية العمل الأكاديمي.
وأضاف الفران أن تحسين تنظيم العمل المكتبي من خلال تبادل الخبرات والموارد بين المكتبات سيؤدي إلى تحسين الخدمة المقدمة للمجتمع الأكاديمي، سواء في الجامعات أو خارجها. وأوضح أن تطوير الأنظمة المكتبية لا يقتصر فقط على تحسين آليات البحث والإعارة، بل يشمل أيضًا نشر ثقافة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية، بما يعزز من فرص الاستفادة المتبادلة ويسهم في دعم البحث العلمي على مستوى عالٍ.
شهد اللقاء سلسلة من المداخلات من قبل المشاركين الذين استعرضوا تجاربهم المختلفة في إدارة المكتبات الأكاديمية. تم التركيز على بعض الموضوعات الرئيسية مثل:
1. **تكوين المجموعات الوثائقية**: تمت مناقشة الطرق المتبعة في جمع وتنظيم المصادر الأكاديمية والإلكترونية، وكيفية مواجهة تحديات نقص الموارد أو الصعوبة في الوصول إلى بعض الوثائق المتخصصة.
2. **البحث البيبليوغرافي**: تم تبادل الآراء حول الأساليب المتبعة في البحث البيبليوغرافي وكيفية تحسينها باستخدام التقنيات الحديثة، بما في ذلك منصات البحث الإلكترونية والمكتبات الرقمية.
3. **الرقمنة**: ناقش المشاركون تطور رقمنة المحتويات الوثائقية والمكتبية في المكتبات الأكاديمية. إذ تعتبر الرقمنة أحد الحلول المهمة لمواجهة مشكلات التخزين والوصول إلى المعلومات، خاصة في ظل تزايد الإنتاج العلمي والإلكتروني.
4. **نظم الإعارة**: تم الحديث عن نظم الإعارة المستخدمة في المكتبات الأكاديمية، والبحث في أفضل السبل لتيسير عملية الإعارة عبر المكتبات المختلفة وتحقيق أكبر استفادة للمستفيدين من تلك الخدمات.
في ختام اللقاء، توصل المشاركون إلى مجموعة من التوصيات التي تركز على تعزيز التعاون بين المكتبات الأكاديمية في المغرب. أبرز هذه التوصيات:
– **إنشاء فهرس موحد**: يهدف هذا الفهرس إلى توفير قاعدة بيانات مشتركة تضم كافة مصادر المعلومات المتاحة في المكتبات الأكاديمية المغربية، مما يسهل عملية البحث عن الوثائق والمراجع بين الجامعات والمكتبات.
– **دورات تكوينية للعاملين بالمكتبات**: تم التأكيد على أهمية التدريب المستمر للعاملين في المكتبات الأكاديمية لتعزيز مهاراتهم في مجالات مثل الفهرسة، الرقمنة، وخدمة المستفيدين.
– **تبادل الأوعية الوثائقية**: شدد المشاركون على ضرورة تنسيق الجهود بين المكتبات لتبادل المواد الوثائقية والأبحاث العلمية بين المكتبات المختلفة، مما يعزز من فرص الوصول إلى مصادر بحثية متنوعة.
– **تنظيم أنشطة ثقافية مشتركة**: اتفق المشاركون على ضرورة تنظيم فعاليات ثقافية أكاديمية مشتركة بين المكتبات لتعزيز التواصل بين الباحثين والطلاب وتوسيع دائرة الفائدة من هذه المكتبات.
أدى اللقاء التشاوري بين مهنيي المكتبات الأكاديمية في المغرب إلى فتح أفق جديد للتعاون والتكامل بين المكتبات الجامعية في المملكة. حيث أعاد التأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون المستمر بين المؤسسات الأكاديمية والمكتبات التابعة لها من أجل تحسين الخدمات المكتبية وتعزيز دورها في دعم البحث العلمي. هذه المبادرات المشتركة من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تطوير النظام الأكاديمي المغربي وتوفير بيئة معرفية غنية للباحثين والطلاب على حد سواء.