حين يختلط النقد بالتهكم: رئيس جامعة رياضية يرد على معنينو بإشارة إلى أسطورة الحمق بعد العصر

نيوز بلوس/الرباط

في مقالته الأخيرة، تطرق الكاتب المتميز السيد الصديق معنينو إلى قضية حيوية تتعلق برؤساء الجامعات الرياضية وأطول فترات بقائهم في مناصبهم، مشيرًا إلى تأثير هذا الواقع على تطوير الرياضة في المغرب. استند معنينو في مقاله إلى ملاحظة تلقاها من أحد قرائه، الذي أشار إلى أن الكاتب دعم المطالبة برحيل ما سماهم بـ”أباطرة الرياضة”، وهم رؤساء الجامعات الرياضية الذين لم يتمكنوا من تحقيق إنجازات ملموسة في اكتشاف المواهب الرياضية وتطويرها.

الكاتب استجاب لهذه الملاحظة، مؤكدًا على ضرورة التغيير، لكنه أيضًا تأمل في عمق القضية، مشيرًا إلى أن بعض القراء لم يكتفوا بالنقد الرياضي، بل وسعوا دائرة النقاش لتشمل كبار موظفي الدولة الذين قضوا سنوات طويلة في مناصبهم، حتى أصبحت إداراتهم وكأنها معزولة عن التغيير والتطوير. ذكر القارئ بعض القطاعات الحيوية مثل الأوقاف والتخطيط والإعلام وغيرها، متسائلًا ما إذا كانت هذه المؤسسات بحاجة إلى تجديد القيادات بنفس القدر الذي تحتاجه الرياضة.

وبينما لقي معنينو دعمًا من بعض القراء، تلقى كذلك رسالة تأنيب من رئيس إحدى الجامعات الرياضية، الذي دافع عن نفسه، معتبرًا أن بقاءه في منصبه هو نتيجة التضحيات التي قدمها من أجل النهوض بالرياضة، وليس نتيجة لفشله في مهامه. .

فإلى جانب التأكيد على احترام وتقدير الكاتب، وجه رئيس الجامعة نقدًا صريحًا لموقف معنينو، معتبرًا أن الرياضة مجال يتطلب خبرة عميقة ومعرفة متخصصة، مما يضعف حجته في دعم مطالب التغيير. ولعل أكثر ما أثار الانتباه هو الإشارة الساخرة التي أوردها رئيس الجامعة حين قال إن المقالة كُتبت بعد آذان العصر، مستندًا إلى أسطورة محلية تشير إلى أن أهل مدينة سلا يصيبهم نوع من الارتباك أو “الحمق” بعد هذا الوقت. ورغم الطابع الهزلي لهذا التعليق، إلا أنه يعكس بوضوح مدى الحساسية التي يشعر بها بعض المسؤولين تجاه النقد الموجه إليهم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالدعوات للتغيير أو الرحيل عن مناصبهم.

تظهر في هذا الحوار قضيتان مهمتان تتعلقان بالتجديد والتطوير: الأولى هي الحاجة إلى إحداث تغييرات في القيادات الرياضية لتشجيع الابتكار والكشف عن المواهب، والثانية هي ضرورة التأمل في مدى تكرار هذا المشهد في قطاعات أخرى، حيث يتولى شخصيات بارزة مناصب قيادية لسنوات طويلة، مما قد يؤدي إلى جمود في الأداء وضعف في تحقيق الأهداف.

يختم معنينو مقاله بالتأكيد على أنه رغم تقديره الكبير للتضحيات التي قدمها القادة في مختلف المجالات، إلا أنه يرى أن بث روح جديدة وقيادات شابة قد يكون السبيل الأمثل لتحقيق المزيد من الإنجازات.