نيوز بلوس / سيدي بنور
في عملية أمنية استثنائية، شهدت مدينة سيدي بنور تدخلاً حازماً من السلطات المحلية، حيث تمكنت لجنة مشتركة، بقيادة قائد المقاطعة الأولى بالنيابة (باشا المدينة) وقائدة المقاطعة الثانية، بمشاركة رجال الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة، من مداهمة محل للعطارة بحي البام، كان صاحبه يستغل في بيع مواد خطيرة تستخدم في السحر والشعوذة. هذه العملية أثارت اهتمام المجتمع، خاصة أنها كشفت عن مواد سامة وعقارب وخفافيش وجلود ثعابين، بالإضافة إلى رؤوس كلاب وأدوات تستعمل في الطقوس السحرية، مثل الأقفال والمفاتيح.
التحقيقات الأولية أسفرت أيضًا عن العثور على صندوقين يحتويان على مبالغ مالية كبيرة، مما يشير إلى أن النشاط الإجرامي لهذا المشعوذ كان يعود عليه بأرباح ضخمة عبر استغلال ضعف وحاجة المواطنين الذين يلجؤون إليه لحلول سحرية مزعومة. وعقب المداهمة، تم اعتقال المتهم ونقله إلى مفوضية الشرطة، حيث باشر الأمن تحقيقاته تحت إشراف النيابة العامة التي أمرت بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية في انتظار تقديمه للمحاكمة.
العملية التي قادتها قائدة المقاطعة الثانية مريم الحلوي تبرز دور المرأة في قيادة جهود محاربة الجريمة، خاصة تلك التي تمس النسيج الاجتماعي. فقد كانت السيدة القائدة في قلب الحدث، متحملة مسؤولية جسيمة في هذه المهمة الحساسة التي استهدفت مكافحة ظاهرة السحر والشعوذة التي تهدد الأمن النفسي والمادي للمجتمع. تدخلها الاستثنائي أثار إشادة واسعة من فعاليات المجتمع المدني التي نوهت بشجاعة هذه المرأة وصرامتها في مواجهة المجرمين، وطالبت باستمرار مثل هذه العمليات لمحاربة مثل هذه الظواهر الإجرامية التي تتسبب في أضرار وخيمة.
ورغم هذا النجاح الكبير، يبقى السؤال الملحّ: من هم شركاء هذا المشعوذ؟ فمن الواضح أن مثل هذه الأنشطة لا تُدار من قبل شخص واحد فقط، بل تتطلب شبكة من المتعاونين الذين يساهمون في دعم هذا النوع من الجرائم. لذا، يتعين على السلطات توسيع التحقيقات لكشف جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة، لأن محاربة السحر والشعوذة لا تقتصر على توقيف فرد واحد، بل على تفكيك كامل الشبكة الإجرامية.