استقالة تحت الاستغلال: عندما يتحول الجهل إلى أداة في اللعبة السياسية

نيوز بلوس / الشاون

تعيش جماعة بني رزين ضواحي شفشاون حالة من التخبط والتوتر السياسي، حيث شهدت الأحداث الأخيرة تطورات دراماتيكية تتعلق باستقالة جماعية قدمها أعضاء المعارضة بالمجلس المحلي. الاستقالة التي قُدّمت لعامل إقليم الشاون حملت اتهامات ثقيلة للمجلس الحالي والسلطات الوصية بالمنطقة، مشيرة إلى تدخلات سافرة للسلطة المحلية وانحيازها لطرف على حساب الآخر.

وفي خضم هذه الأحداث، تقدم عضو حزب الأصالة والمعاصرة والمستشار الجماعي، حسن النصلة، بطلب رسمي للتراجع عن استقالته، مشيراً إلى أنه أمي لا يجيد القراءة والكتابة، وأن فريق المعارضة استغل جهله لدفعه لتقديم هذه الاستقالة. وجاء في طلبه المرفوع لعامل الإقليم أنه لأسباب شخصية قرر التراجع عن استقالته، معبراً عن رغبته في العودة إلى منصبه لخدمة الصالح العام.

هذا التطور يكشف جانباً مظلماً من العمل السياسي في المنطقة، حيث تم استغلال جهل أحد المستشارين لتحقيق أهداف سياسية ضيقة. وتعكس الاستقالة الجماعية لفريق المعارضة، التي تضمنت اتهامات للسلطة المحلية بالتدخل في شؤون المجلس وتحيزها، مدى تعقيد الوضع السياسي في بني رزين.

وفي سياق متصل، كانت الاستقالة الجماعية قد أشارت إلى تدخلات القائد السابق وتهديداته للأعضاء من الأغلبية السابقة، واستخدام المال السياسي المتأتي من تجار المخدرات في العملية الانتخابية، وتزوير جلسة استثنائية للمجلس. كل هذه الاتهامات تعكس مدى تفشي الفساد والتجاوزات في العملية السياسية بالمنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس السابق للجماعة، والمنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، قد تم عزله بعد توقيفه والحكم عليه بالسجن بتهم تتعلق بالاتجار وترويج المخدرات. هذا السياق المعقد والمتشابك يبرز الحاجة الماسة لإصلاحات سياسية وقانونية لضمان نزاهة العملية الديمقراطية وحماية حقوق الأعضاء المنتخبين من الاستغلال السياسي.