نيوز بلوس/الرباط
موسم مولاي إدريس زرهون هو أحد أهم المناسبات الدينية والثقافية في المغرب، والذي يحتفل به سنوياً في مدينة زرهون، حيث يتم تكريم المولى إدريس الأول، مؤسس الدولة الإدريسية. تشكل هذه المناسبة فرصة للجمع بين البعد الروحي والاحتفالي في وقت واحد، وتعد تجمعاً حاشداً للمريدين والزوار من مختلف أنحاء المملكة.
منذ عقود طويلة، يشارك الوزانيون بفعالية في موسم مولاي إدريس زرهون. يتميز حضورهم بطابع خاص نظراً للارتباط التاريخي بين هذه العائلة ومختلف الطوائف الصوفية بالمغرب. يُظهر الوزانيون في هذه المناسبة وفاءً وإخلاصاً لتقاليدهم الدينية والثقافية، مما يعكس استمرارية العلاقة الروحية مع مولاي إدريس، التي تعود لأجيال.
تعد “جمعية الصفا لمدح المصطفى بوزان” واحدة من الجمعيات التي تحيي هذه التقاليد عبر إحياء الليلة الوزانية الكبرى. هذه الجمعية تأسست بهدف المحافظة على التراث الديني، والترويج للمدائح النبوية والشعر الصوفي. من خلال مشاركتها في الموسم، تعزز الجمعية الروابط بين الزوايا المختلفة، وتعمل على نقل هذه التقاليد للأجيال القادمة.
تميزت هذه الليلة بحضور الأستاذ الباحث في الإسلاميات والتصوف، محمد التهامي الحراق، خلال الليلة الوزانية الكبرى في موسم مولاي إدريس زرهون، بعمق علمي وروحي فريد. يُعرف الحراق بإسهاماته الواسعة في دراسة الفكر الصوفي المغربي والإسلاميات، مما يجعله مرجعاً مهماً في فهم التقاليد الصوفية وثرائها الروحي. حضوره في مثل هذه المناسبات ليس مجرد مشاركة، بل هو إثراء للنقاشات الروحية والفكرية والفنية من خلال محاضراته وتأملاته التي تجمع بين التحليل الأكاديمي والتجربة الروحية العميقة. يضفي الحراق، بما يملكه من معرفة دقيقة وذوق أدبي رفيع، بعداً فكرياً خاصاً على هذه الليلة، مما يساهم في تعزيز الوعي بأهمية التصوف كتراث حي ومستمر في المجتمع المغربي.
الليلة الوزانية الكبرى في موسم مولاي إدريس زرهون لهذا العام، أقيمت يومه الخميس 3 صفر 1446ه الموافق لـ 8 أغسطس 2024م، وكانت حدثاً مميزاً ضمن فعاليات الموسم، وأقيمت هذه الليلة بالقبة الحسنية العامرة بعد صلاة العشاء، حيث يجتمع المريدون والضيوف للاستماع إلى المدائح النبوية، والقصائد الصوفية، وإحياء ذكرى مولاي إدريس في جو من الروحانية والتآخي.تعتبر هذه الليلة فرصة للتأكيد على استمرارية التراث الديني الصوفي بالمغرب، وتعزيز القيم الروحية والوطنية. كما تُعد فرصة للتقارب بين مختلف فئات المجتمع المغربي، وتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية من خلال الاحتفال المشترك بالقيم الروحية التي توحد الجميع.