نيوز بلوس / الرباط
شهد مهرجان موازين، الذي أقيم في منصة سلا بعد انقطاع دام أربعة أعوام، انطلاقة خجولة في أولى لياليه، مما أثار العديد من التساؤلات حول جدواه ومضمونه، وخاصة في ظل التكلفة الباهظة التي بلغت 25 مليار دولار.
يبدو أن المهرجان لم يحظَ بالاهتمام المتوقع، حيث ظهرت الساحات شبه خالية في أولى ليالي الافتتاح. هذا العزوف يعكس، ربما، تغيّرًا في وعي الشباب الذين أصبحوا يرون في هذه الفعاليات مشاريع تستهدف نشر الرذيلة والفجور بين عامة المسلمين، بدعم من جهات خارجية مشبوهة.
تزامنًا مع المهرجان، ارتفعت أصوات تدعو إلى مقاطعته، ليس فقط تضامنًا مع أهل غزة الذين يعانون من محنة عظيمة، بل من منطلق رفض الفعاليات التي تُقام في غير محلها وفي كل الأحوال. يرى هؤلاء أن تنظيم مثل هذه المهرجانات في أوقات الأزمات يُعدُّ خروجًا عن اللياقة والمروءة، وأنه يجب التركيز على أولويات المجتمع والقضايا الجوهرية بدلاً من الترفيه الباذخ.
يُشار إلى أن المهرجان أقيم بالقرب من معالم دينية وتاريخية هامة، إذ يقع مسجد خلف المنصة الغنائية، وعلى يسارها مقبرة مدينة سلا العتيقة، حيث يرقد العديد من علماء ومجاهدي سلا. هذا الموقع أثار استياء بعض المتابعين الذين اعتبروا أن اختيار هذا المكان يشكل عدم احترام لقدسية الأماكن المحيطة.
مع هذا الجدل الذي أحاط بمهرجان موازين، يتساءل الكثيرون عن مستقبله وعن مدى استمرارية تنظيمه بنفس الزخم والتكلفة. في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، يبدو أن هناك ضرورة لإعادة النظر في مثل هذه الفعاليات من حيث مضمونها وتوقيتها ومكان إقامتها، بما يتماشى مع قيم المجتمع وأولوياته.
يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان مهرجان موازين سيستطيع استعادة بريقه وجذب جمهوره كما في السابق، أم أن التحولات الحالية ستفرض واقعًا جديدًا على الساحة الثقافية والفنية في المغرب.