نيوز بلوس / فاس
غداً، الموافق 25 مايو 2024، في تمام الساعة الثامنة مساءً، ستشهد مدينة فاس حدثاً احتجاجياً فريداً من نوعه. سينظم طلبة الطب والصيدلة وقفة شموع بشارع الحسن الثاني، بمشاركة أولياء أمورهم، تعبيراً عن استيائهم من الأوضاع المحتقنة التي تعيشها كليات الطب العمومية في المغرب.
يأتي هذا الاحتجاج نتيجة لتصعيد غير مسبوق من قبل وزارتي الصحة والتعليم العالي، اللتين اتخذتا قرارات تهميشية تجاه الطلاب. فقد تم إقصاء ممثلي الطلبة بشكل نهائي من الكليات، ومنعهم من التسجيل في أي كلية أخرى، الأمر الذي زاد من حدة التوتر بين الطلاب والوزارتين.
ولم تكن هذه الخطوة الأولى في سلسلة الأحداث المتوترة؛ إذ أن الطلاب دخلوا في إضراب مفتوح دام لخمسة أشهر، مطالبين بفتح باب الحوار مع الجهات المعنية. ورغم طول مدة الإضراب، لم تبدي الوزارتين أي رغبة في الاستجابة لمطالبهم أو حتى فتح قنوات حوارية لبحث الحلول الممكنة.
تجسد وقفة الشموع المرتقبة بفاس حالة من الوحدة والتضامن بين الطلاب وأسرهم، حيث يجتمع الجميع في مشهد رمزي يحمل رسالة قوية إلى الجهات المسؤولة. إن اشتعال الشموع في شارع الحسن الثاني مساء غدٍ لن يكون مجرد تعبير عن الاحتجاج، بل سيكون نداءً صامتاً للتغيير والإصلاح.
يعاني الطلبة منذ فترة طويلة من التهميش والإقصاء، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين لخوض إضراب مفتوح دام خمسة أشهر. ورغم هذا الإضراب الطويل، لم تلق مطالبهم آذاناً صاغية من قبل الوزارتين المعنيتين، اللتين أصرتا على موقفهما دون أي محاولة لفتح قنوات الحوار. هذا الموقف الصارم من الوزارتين أدى إلى تفاقم الأوضاع وزيادة حدة الاحتقان بين الطلاب والمسؤولين.
الطلاب يطالبون بعدة حقوق مشروعة، من بينها إعادة النظر في القرارات التي تقصيهم من الكليات وعدم حرمانهم من التسجيل في مؤسسات تعليمية أخرى. كما يطالبون بضرورة فتح باب الحوار معهم لإيجاد حلول مرضية تنهي هذا الصراع القائم.
وفي الوقت الذي يستعد فيه الطلبة وأولياء أمورهم لتنظيم هذه الوقفة السلمية، يتوجهون بدعوة مفتوحة إلى كافة وسائل الإعلام لتغطية الحدث، إيماناً منهم بأهمية دور الإعلام في نقل الحقيقة وتسليط الضوء على معاناتهم. هم يأملون أن تسهم هذه التغطية الإعلامية في إيصال صوتهم إلى المسؤولين وحثهم على الاستجابة لمطالبهم العادلة.
ختاماً، تقف كليات الطب في المغرب أمام مفترق طرق، حيث يمكن أن يكون هذا الحدث نقطة تحول نحو حوار بناء وإيجابي يفضي إلى تحسين الأوضاع التعليمية وتوفير بيئة دراسية أفضل للطلاب. وفيما يستعد الجميع لإشعال شموع الأمل والاحتجاج، يبقى الأمل معقوداً على استجابة المسؤولين ومبادرتهم لفتح باب الحوار من جديد، تحقيقاً لمصلحة الجميع وضماناً لمستقبل أفضل للتعليم الطبي في البلاد.