نيوز بلوس/الرباط
السيد الرئيس
أنا مواطن مغربي مهنته الصحافة، متقاعد منذ سنوات، سبق له أن زار بلادكم الجميلة عدة مرات… في البداية أود القول بأن المملكة المغربية صديقة منذ القدم للولايات المتحدة الأمريكية… وبلادي كانت أول دولة تعترف باستقلال أمريكا.
أنا على يقين سيدي الرئيس، أن ما يجمع بلدينا هو ضرورة احترامنا ودفاعنا معا عن نفس القيم…. قيم السلام والحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبالمناسبة أدعي أن من حق أي منا أن ينبه الآخر في حال عدم احترامه هذه القيم الكونية. إن عظمة أمريكا يجب ألا تقاس بقوتها الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية ولكن بعملها على منوال روادها الأوائل من أجل السلام وعدم الانحياز لدوافع عرقية أو دينية.
السيد الرئيس،
أراسلكم اليوم للقول بأن مواقفكم الأخيرة ، لما يجري في الشرق الأوسط من أحداث أليمة لا تحترم ما يجمعنا… فلا أنتم دعمتم السلام ولا اجتهدتم لإيقاف إراقة الدماء… بل كانت تصريحاتكم عنيفة منحازة وبعيدة عن الحضارة الإنسانية التي هي أساس صداقتنا ….
السيد الرئيس،
دعني أذكركم أنه عندما كانت أوروبا تخطف اليهود وترسلهم في القطارات إلى الحجيم، كانت المملكة المغربية تضمن حياتهم وحريتهم… اليهود في بلادي لم يحملوا الشارة الصفراء المذلة على صدورهم كما كانوا مرغمين على ذلك في القارة العجوز.
عندما ستصلكم أصداء هذه الرسالة سيكون آلاف الأطفال الفلسطينيين، شهداء تحت التراب في إطار حرب ظالمة، وسيكتب التاريخ أنكم لم تسارعوا لإنقاذهم وإنقاذ الأمهات من قنابل الدمار …
السيد الرئيس،
أن ما ألقي على غزة من القنابل المصنوعة في بلادكم يفوق القنبلة الذرية التي ألقيتموها على هيروشيما …. إن ما يحدث اليوم هو بمثابة «هولو كوسط فلسطيني» يندرج في إطار جرائم ضد الإنسانية… دعني أؤكد لكم بأن القوة العسكرية لن تحل المشكلة ولن تقضى على آمال الفلسطينيين في حقهم الطبيعي في الحياة والحرية والكرامة، كما كان الشأن في فيتنام وأفغانستان.
إن صداقتنا منذ قرنين توجد اليوم في وضعية حرجة وإن مواقفكم لا تساهم في طمأنتنا حفاظا على العقد الأدبي والأخلاقي الذي يجمعنا إن مبادرة إيجابية من طرفكم ستعيد الأمل إلى أصدقائكم وإلى سكان المنطقة.
وتفضلوا السيد الرئيس بقبول عبارات التحية والتقدير.