نيوز بلوس-الرباط
يحتفي العالم في الثامن من سبتمبر كل عام باليوم العالمي لمحو الأمية، والذي يأتي هذا العام تحت شعار: “تحويل فضاءات محو الأمية”، باعتباره فرصة لتسليط الضوء على ضخامة حجم الأمية في العالم، وعلى الدور المحوري لمحو الأمية في تحقيق التنمية المستدامة، وتغتنم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) هذه المناسبة للدعوة إلى إحداث تحول جذري وملموس في مجال محو الأمية، بما يسهم في إثراء بنيته ومحتواه وصيغه ومناهجه وطرائقه، من خلال نهج متكامل يستمر مدى الحياة.
وتؤكد الإيسيسكو أن النموذج المنشود لمحو الأمية في المستقبل، لا يوفر المهارات الأساسية في القراءة والكتابة فحسب، بل يستثمر التطورات المتسارعة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويشمل المهارات الحياتية، ومهارات التفكير اللازمة لعالم الغد، إلى جانب المهارات الرقمية والمهنية والحقوقية، بالإضافة إلى مهارات التعلم المستمر والإبداع والمواطنة السليمة.
وسعيا إلى تحقيق نقلة نوعية ملموسة، تشدد الإيسيسكو على ضرورة محاربة الأمية، والتركيز على الفئات المهمشة والأشد فقرا، لاسيما الفتيات والنساء، وتعبئة الموارد المالية الكافية وزيادة الاستثمارات المخصصة لهذا المجال، فضلا عن توفير المزيد من الموارد التعليمية المفتوحة واﻟﻤﺠانية ذات الجودة العالية. كما تؤكد على ضرورة إعطاء دفعة قوية لزيادة تطبيق اللامركزية والحوكمة في برامج محو الأمية.
واعترافا منها بالإسهامات الجليلة، وتحفيزا للممارسات الهادفة في مجال محو الأمية، أطلقت الإيسيسكو جائزة محو أمية الفتيات والنساء لفائدة منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، وخصصت ثلاث جوائز للمبادرات الرائدة، حسب لغات عمل المنظمة الثلاث (العربية والإنجليزية والفرنسية).
ونظرا لكون إفريقيا تعاني تفشي الأمية وزيادة أعداد الأميين، فإن الإيسيسكو تدعم مبادرة إنشاء المعهد الإفريقي للتعلم مدى الحياة، حيث يشكل مركزا إقليميا لتقوية قدرات الجهات الفاعلة والمؤسسات والمنظمات الإقليمية في مجال التعلم مدى الحياة، كما سيسمح بتبادل التجارب الناجحة ونقل المعرفة، وتقاسم الخبرات فيما يخص تعلم الكبار وتعليمهم، لا سيما على مستوى مدن التعلم الإفريقية.