نيوز بلوس
يحتضن المركز الثقافي الروسي بالرباط معرضا تشكيليا جديدا للفنان عبد السلام الفقير ما بين 12 و30 يناير 2022، تحت عنوان: “استيطان، سفر الفن التخييلي الروسي بعيون فنان مغربي”. المعرض ينظم بتنسيق بين الجمعية المغربية للتنمية والتكوين والادماج والمركز الروسي للعلم والثقافة.
يقول عبد الله مطيع، أستاذ التربية الفنية بكلية علوم التربية عن ما اعتبره “تشكيل الهامش” في تجربة الفنان:
يعكس مفهوم الهامش حساسية هجينة خبرها عبد السلام الفقير الباحث سوسيولوجي والفنان التشكيلي. وطّن هذا الشاب القلق ما تعذر عن الموضعة السوسيولوجية في تجربته التشكيلية لونا وشكلا، باحثا عن الجمال في القبح وتداعي النظام. هكذا هو الهامش في حجره الطيني غير المرصوص وأشكاله الممزقة وألوانه “الملوثة” التي استلهمها الرجل من طفولته البدوية بضواحي سيدي سليمان، حيث يتداعى مفهوم الزمن حدّ التوقف. لايزال الهامش كما كان يبني العلاقات بين الناس على حيل تنحرف عن نظام اللغة الاعتيادي، أغلبها صمت وإيماء وعلامات محسوسة تظهر في الآهات خلف الضحكات. تعابير الأوجه غير مكشوفة، لكن الكل يراقب ويترقب ويعيشأحلاما قلقة. ليس الهامش قدحا، بل اختلافا يحرّف خطوط النظام البصري الذي ألفناه في عصر التقنية.إنه اشبه بحلم سكيزوفريني يتعذر تحليله بأدوات منهجية نفسية أو اجتماعية لأن لديه نظاما خاصالا يستشعر فاعليته إلا أهل الهامش.
يتمظهر الهامش في الفضاء والإنسان ويعكس تقابلات صدامية في تجربة عبد السلام التشكيلية؛ إذ يقابل الأسود الأبيض مجترحا كثافة الألوان، ويقابل الشكل العضوي الخطوط الهندسية، كما يقابل الامتلاء الفراغ. نهج الهجنة عن وعي، لأن صفاء المنظور متعذر، إذ ترك الألوان ترسم خطوطها الخاصة في ثنايا مواد خشبية وقماشية ليفسح بيضات شعرية تملؤها تجربة المتلقي عندما ينتقل بحساسيته ومخيلته من فضاء العرض المنظم إلى فضاء اللوحة الحالم والقلق.