حب الوطن بين الشعارات والواقع ….

مقال رأي : عماد بوبكير 

إن إثبات حب الوطن وخدمته ليس مجرد شعارات تُرفع أو تدوينات تُكتب على مواقع التواصل الاجتماعي. بل إن الخدمة الحقيقية للوطن تتطلب العمل الجاد والتضحية، سواء كانت تلك التضحية بالصحة أو المال، وحتى تقديم تنازلات أحيانًا على حساب مصالحنا الشخصية. هذا هو المفهوم الحقيقي لخدمة الوطن والدفاع عن مقدساته.

ما نشهده اليوم من تنافس في نشر التدوينات والمظاهر على منصات التواصل الاجتماعي لا يعكس بأي حال من الأحوال جدية هذه المشاعر. فالكثير من هؤلاء الذين يتفاخرون بكتاباتهم وتدويناتهم هم في الواقع لا يقدمون شيئًا ملموسًا للوطن. بدلًا من ذلك، نجد أن العديد من الأشخاص يستثمرون وقتهم في نزاعات ونقاشات فارغة تهدف إلى إثبات من هو الأكثر وطنية، مما يعكس تراجعًا حقيقيًا في القيم الوطنية.

الوطن والمقدسات بحاجة إلى رجال ونساء يعملون بجد دون انتظار الشكر أو الثناء. فالتحديات التي تواجه الوطن تتطلب انخراطًا فعليًا، يتجاوز حدود الكلمات إلى العمل الميداني. لا يكفي أن نكون مجرد متفرجين أو مروجين لشعارات، بل يجب أن نكون فاعلين في مجتمعاتنا، نساهم في تنميتها ونواجه التحديات بحزم وإرادة.

إن حب الوطن يعني وضع المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية، والعمل من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة. لذا، يجب علينا جميعًا أن نعي أن الوطنية الحقيقية لا تُقاس بعدد المنشورات أو الصور التي تُشارك، بل تُقاس بالجهود المبذولة وبالتضحيات التي تُقدم في سبيل هذا الوطن.

في النهاية، إن الوطن والمقدسات بحاجة إلى رجال ونساء مخلصين، لا يبحثون عن الأضواء أو الشهرة، بل يسعون للعمل والإنجاز. فالوطن يحتاج إلى أفعال تُترجم المشاعر إلى واقع ملموس، وهذا ما يجب أن نعمل جميعًا من أجله.

——————————————-

من هو عماد بوبوكير

عماد بوبوكير هو شاب مغربي بارز وفاعل في مجتمعه، حيث يتمتع بمسيرة مهنية متميزة. شغل منصب مستشار للناطق الرسمي السابق، مصطفى الخلفي، وكان مستشاراً في ديوان وزير العدل، مصطفى الرميد. وعلى الرغم من عمله في المجال الحكومي، لم ينتمي عماد إلى أي جهة سياسية، مما يعكس استقلاليته وموضوعيته. بفضل خبرته الواسعة وعلاقاته الاجتماعية، تمكن من الانتقال إلى عالم الأعمال، حيث أصبح واحداً من المقاولين الشباب في إفريقيا. يساهم بشكل فعّال في تطوير الاقتصاد المحلي ويعمل على تعزيز روح المبادرة لدى الشباب المغربي، مما يجعله نموذجاً يُحتذى به في الساحة الاقتصادية والاجتماعية.