رحلات الترفيه في تركيا: هل تكشف ازدواجية “العدل والإحسان” تجاه غزة؟

نيوز بلوس / الرباط

ألا تخجل جماعة “العدل والإحسان” من نفسها، وهي تسمح لمشايخها وأتباعها بالسفر إلى تركيا للسياحة، بينما يعاني سكان غزة من الحصار والجوع والقصف المستمر لأكثر من سنة؟ أليست هي الجماعة نفسها التي كانت تتهم المغاربة “بالرقص” على جراح غزة، فقط لأن بعض الشبان والشابات حضروا حفلاً غنائياً في الرباط؟

فماذا سيقول لنا اليوم قادة الجماعة، مثل محمد عبادي والمتوكل والحمداوي وحسن بناجح، وهم يرون أحد رموزها، محماد رفيع، يستمتع بإجازته في تركيا مع عائلته، بينما يعاني إخوانه الفلسطينيون تحت وطأة الجوع والقصف في غزة المحاصرة؟

هل أصبح من المقبول لأتباع “العدل والإحسان” أن يستمتعوا بجمال تركيا في وقت محنة أهل غزة، بينما كان يُحرم المراهقون المغاربة من الاستماع إلى الموسيقى في الرباط بدعوى أنهم “يرقصون على جراح غزة المكلومة”؟

أين هو حسن بناجح، الذي طالما أطلق الشعارات الرنانة، التي تظاهر فيها بالدفاع عن غزة وسكانها؟ ألم يكن شيخه محماد رفيع، الذي أوقفته السلطات التركية في إسطنبول مؤخراً، يقضي عطلته الصيفية وجولته السياحية الباهرة بالتزامن مع محنة غزة؟

والمثير أن جماعة “العدل والإحسان” لم تكتفِ بالتمتع بالسياحة على حساب معاناة غزة، بل دافعت علناً عن حق محماد رفيع في الاستجمام، رغم أن سكان غزة يواجهون الموت يوماً بعد يوم.

وكأن الجماعة تقول للفلسطينيين: “لقد كنا نخدعكم بشعاراتنا، بينما نستمتع بوقتنا في منتجعات تركيا الخلابة، بعيداً عن قفار غزة المدمرة.”

والحقيقة الصارخة هي أن جماعة عبد السلام ياسين لا تهتم في الواقع إلا “بأدلجة” القضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة سكان غزة، بينما تسمح وتبارك وتدافع عن مشايخها وأتباعها الذين يقضون إجازاتهم في تركيا، التي لا تشبه قفار غزة المدمرة.

ومن المفارقات الغريبة أن محماد رفيع ومعه قادة الجماعة لم يستحضروا أن تركيا هي من الدول المطبعة مع إسرائيل عندما قصدوا تلك البلاد بغرض السياحة والتمتع بالحياة، لكنهم يتذكرون التطبيع فقط عندما يعرقلون السير في مسيرات التضامن المزعومة مع غزة في مختلف المدن المغربية.

فهل هذا نفاق أم تقية أم هي انتهازية موغلة في الخيانة للقضية الفلسطينية؟ نتمنى أن يجيبنا حسن بناجح على هذا التساؤل، وإلا فليصمت ويمتنع عن الكلام كلما واجهت جماعته مثل هذه المواقف المحرجة.