نيوز بلوس
عرف افتتاح الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر الأطراف المتعاقدة في اتفاقية “رامسار” (RAMSAR) مشاركة السيد عبد الرحيم هومي، المدير العام لوكالة المياه والغابات في أشغال الاجتماع الرفيع المستوى الذي تم خلاله اعتماد إعلان ووهان المؤكد على أهمية الأراضي الرطبة باعتبارها واحدة من النظم البيئية العالمية الرئيسية، وأن الحفاظ عليها، واستعادتها، وتدبيرها، واستخدامها الرشيد والمستدام، هي أمور ضرورية وجب أخذها بعين الاعتبار للتعامل مع الظروف البيئية والاجتماعية والتحديات الاقتصادية الحالية الملحة، مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي ، مع ضمان صحة ورفاهية البشرية وكوكب الأرض بأسره.
وخلال كلمة القاها السيد عبد الرحيم هومي بهذه المناسبة، أشار إلى أنه منذ المصادقة على اتفاقية رامسار سنة 1980 ، التزمت المملكة المغربية بتطوير جميع الاليات اللازمة لتفعيل سياسة المحافظة والتنمية المستدامة لمواردها الطبيعية، عن طريف التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية والبشرية والاهتمام الدائم بحماية التنوع البيولوجي، مع مراعاة التوازن البيئي للمناطق الطبيعية.
وتبعا للتوجيهات الملكية السامية، تبنت المملكة المغربية سياسة متكاملة تقوم على نهج مسؤول وشامل وتشاركي، ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة لسنة 2030.
إضافة إلى ذلك، أشار مدير وكالة المياه والغابات إلى أن استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره الله في 13 فبراير 2020 ، تحمل ضمن مخطاطاتها الإجابات
المناسبة والضرورية للمحافظة على المناطق الرطبة واستعادتها، وكذلك تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين و مصالحة الساكنة مع هذه المساحات وتوعيتهم بمدى أهميتها.
ولهذا الغرض، فإن الاستراتيجية السالفة الذكر، تنص على تسجيل 10 مواقع جديدة لـرمسار RAMSAR في أفق سنة 2025 ، بهدف رفع عدد المواقع المصنفة إلى 48 منطقة رطبة ذات أهمية دولية موزعة على جميع أنحاء التراب الوطني.
وعلى هامش أشغال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر الأطراف المتعاقدة في اتفاقية “رامسار” (RAMSAR) بشأن المناطق الرطبة(COP14) ، نظمت الوكالة الوطنية للمياه والغابات(ANEF) نشاطا جانبيًا حول المناطق الرطبة بالمغرب في 9 نونبر الجاري ، تميز بحضور واسع للبلدان الأفريقية والمتوسطية ، وكذلك المنظمات الدولية الشريكة، ولا سيما خبراء فرنسيين، ومركز الساحل والمتوسط للأراضي الرطبة.
وقد كان هذا الحدث فرصة لعرض الخطوط الرئيسية لاستراتيجية “غابات المغرب 2020-2030” وكذلك لمناقشة الممارسات الجيدة والحلول المبتكرة لاستعادة الأراضي الرطبة، التي يمكن أن تكون بمثابة إطار للتعاون بين البلدان الافريقية وبلدان البحر الأبيض المتوسط.
وقد عرفت هذه الدورة، حصول مدينة إفران على شارة “مدينة المناطق الرطبة” المعتمدة من طرف اتفاقية رامسار، التي بفضلها أصبحت مدينة إفران ثاني مدينة عربية وشمال إفريقية ضمن لائحة رامسار للمدن المعتمدة، ما يشكل اعترافا هاما بالتزام المدينة الجاد لبحماية أراضيها الرطبة الحضرية لفائدة الساكنة والطبيعة.
هذا، وقد عقب حفل تقديم شهادات الشارة نشاطا جانبيا شاركت فيه المدن المعتمدة تجاربها مع الأطراف المتعاقدة.
وقد تميز، هذا الحدث بمشاركة جد متميزة ومشرفة للوفد المغربي خلال مناقشات مشاريع القرارات المختلفة في الجلسة العامة وفي الاجتماعات الإقليمية الافريقية . وقد تم انتخاب المغرب لهذا الغرض ضمن اللجنة الدائمة لاتفاقية رامسار كممثل لمنطقة شمال إفريقيا الفرعية للفترة الممتدة بين 2022-2025،وهو ما سيسمح للمغرب بأن يكون جزءًا من الممثلين الإقليميين لأفريقيا داخل هذه الهيئة الفرعية وأن يجعل صوت المنطقة مسموعًا في مواجهة التحديات الراهنة قصد الحفاظ على المناطق الرطبة الأفريقية واستعادتها.