تشق أرامكو طريق التحوّل في عالم الطاقة من باب مختلف عن المعتاد، فبينما تبحث شركات عالمية كبرى عن سبل تقليل استثماراتها في قطاع النفط والغاز، والاتجاه بدلاً من ذلك نحو الطاقات المتجددة والنظيفة، تقوم استراتيجية أرامكو أساساً على إحداث التحول داخل الصناعة النفطية، لتستمر في توفير الوقود للنمو الاقتصادي العالمي، لكن بمعايير أكثر توافقاً مع الأهداف البيئية.
وهكذا برز الاهتمام باقتصاديات الكربون الدائري والهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء، وتقليل الانبعاثات وتعويضها من خلال مبادرات التشجير.
لكن الخبر البارز الأسبوع الماضي كان دخول أرامكو المباشر في مشاريع الطاقة المتجددة من خلال المساهمة بنسبة 30% في مشروع سدير للطاقة الشمسية الذي أطلقه صندوق الاستثمارات العامة في أبريل الماضي، بقيمة استثمارية تصل لنحو 3.4 مليار ريال.
وسيبدأ تشغيل المرحلة الأولى منه في النصف الثاني من 2022 بطاقة إنتاجية تبلغ 1500 ميغاوات، لتلبية احتياجات 185 ألف وحدة سكنية من الطاقة، إضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 2.9 مليون طن سنوياً.
وسجل مشروع سدير للطاقة الشمسية ثاني أقل تكلفة انتاج للكهرباء من الطاقة الشمسية عالمياً، حيث بلغت التكلفة 1.24 سنت أميركي للكيلو وات ساعة.
وعلى الرغم من كونه استثماراً ضئيلاً للغاية قياساً بحجم أعمال أرامكو، إلا أنه يسجل أول دخول للشركة العملاقة في استثمار خارج المجال الهيدروكروبوني، فهل هي خطوة استكشافية؟ أم مجرد تنويع للمحفظة الاستثمارية؟