نيوز بلوس/الرباط
أكد الدكتور عمر حنيش، نائب رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط وعميد بالنيابة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سلا، على أن خطاب جلالة الملك محمد السادس الذي ألقاه بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، حمل رسائل قوية حول القضية الوطنية الأولى، قضية الصحراء المغربية، وكذلك تعزيز دور المغاربة المقيمين بالخارج في التنمية الوطنية.
أشار الدكتور حنيش في تصريحاته إلى أهمية **الرسائل الواضحة** التي بعثها جلالة الملك في خطابه، والذي أكد من خلالها على **التشبث الراسخ** للمغاربة جميعهم بوحدتهم الترابية، وضرورة التصدي لأي محاولات لتشويه الحقائق التاريخية والجغرافية المتعلقة بالصحراء المغربية. وأكد على أن ما جاء في الخطاب يمثل **موقفًا ثابتًا** يعكس التزام المغرب المستمر بنهجه السلمي والدبلوماسي في حل النزاع حول الصحراء، مشدداً على أهمية **الحكمة** و**الواقعية** في تعامل المملكة مع القضايا المتعلقة بسيادتها.
ويبرز الدكتور حنيش أن جلالة الملك أكد في خطابه على **التطور الملحوظ** الذي تحقق في الصحراء المغربية في مجالات التنمية والبنية التحتية، وهو ما يشهد على **الحق الشرعي** للمغرب في صحرائه، ويسهم في إضعاف أي محاولة للتشكيك في مغربية الصحراء على المستوى الدولي.
وفي تعليق على ما جاء في خطاب الملك بشأن الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، أكد الدكتور حنيش على أن هذا الموضوع يجب أن يكون محلاً للبحث والنقاش الأكاديمي داخل المؤسسات التعليمية والجامعات المغربية. وأوضح أن **المؤسسات الأكاديمية**، وخاصة **جامعة محمد الخامس بالرباط**، تلعب دورًا هامًا في **نشر الوعي الوطني** وتعليم الأجيال القادمة القيم المرتبطة بالوحدة الوطنية والهوية المغربية، فضلاً عن فهم المواقف الدولية تجاه قضية الصحراء.
وتعليقًا على الإشارات التي وردت في الخطاب حول **مبادرة الحكم الذاتي**، التي اقترحها المغرب لحل النزاع، أشار الدكتور حنيش إلى أن هذه المبادرة تعد من أرقى الحلول السياسية التي تهدف إلى تحقيق **التنمية المستدامة** والاستقرار في المنطقة، وهو ما يستدعي من الأكاديميين والمفكرين المغاربة تقديم المزيد من الدراسات والتحليلات حول هذا الموضوع، لتمكين الرأي العام الوطني والدولي من فهم أبعاد هذا الحل السلمي الذي يتماشى مع **المعايير الدولية**.
ونوه ذات المتحدث، إلى أن دعوة جلالة ملك محمد السادس للمغاربة المقيمين بالخارج إلى **الانخراط الفاعل** في مسيرة التنمية الوطنية والمساهمة في تعزيز موقع المغرب على الساحة الدولية، هي خطوة استراتيجية** نحو **الاستفادة من الطاقات والكفاءات المغربية** المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العلماء والمهنيين ورجال الأعمال.
وأوضح الدكتور حنيش أن **الجالية المغربية في الخارج** تشكل **عنصرًا أساسيًا** في تعزيز الوحدة الوطنية، ويمكن الاستفادة من قدراتها بشكل أكبر من خلال تبني سياسات تدعم مشاركتها الفعالة في تنمية الاقتصاد الوطني. كما أشار إلى أهمية **الهيئات الجديدة** التي أعلن الملك عن إنشائها لتنسيق سياسات الجالية المغربية في الخارج، مثل **المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج**، التي ستعمل على جمع الصلاحيات المتفرقة وتحقيق استراتيجيات شاملة لدعم المغاربة في الخارج.
في تصريحه، أكد الدكتور حنيش أن خطاب جلالة الملك جاء ليضع **مفاهيم الوحدة والتنمية المستدامة** في صلب اهتمامات المجتمع المغربي، وهو ما يتطلب من المؤسسات الأكاديمية في المغرب تكييف برامجها التعليمية مع هذه التوجهات. وأشار إلى أن جامعة محمد الخامس وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سلا، تحت إشرافه، تسعى إلى **تحقيق تكامل بين التعليم والبحث** لخدمة قضايا الوطن. كما أكد على ضرورة تطوير المناهج الأكاديمية لتشمل **دروسًا في الدراسات الدولية** المتعلقة بالقضية الوطنية الأولى، من خلال **دورات تدريبية** ومؤتمرات علمية تسهم في نشر المفاهيم القانونية والاقتصادية المرتبطة بمغربية الصحراء.