تعتبر مدينة القنيطرة من بين المدن المغربية التي شهدت تحولاً عمرانياً كبيراً، حيث أصبحت تُعرف بـ “المدينة الإسمنتية”. وفي خطوة مثيرة للجدل، راسلت جمعية المنعشين العقاريين والمجزئين بإقليم القنيطرة عامل الإقليم لمناقشة تصميم التهيئة الجديد للمدينة. واعتبرت الجمعية أن هناك حاجة ملحة لتعزيز البناء العمودي في المدينة، مُشيرةً إلى أن هذا التوجه قد يسهم في الحفاظ على المخزون العقاري المتوفر، في وقت تواجه فيه المدينة تحديات عدة مثل ارتفاع أسعار الأراضي.
وفي رسالتها، أكدت الجمعية أن البناء العمودي يمكن أن يُخفف من الضغوطات الاقتصادية على الساكنة، حيث ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق في وسط المدينة ومحيطها. كما اعتبر المنعشون العقاريون أن تصميم التهيئة الجديد سيكون له أثر إيجابي على مستوى المعيشة، من خلال خلق فرص العمل وجلب الاستثمارات، مما يساعد على مواكبة النمو الديموغرافي المتزايد.
حاليًا، لا يزال مشروع تصميم التهيئة قيد الدراسة، حيث ينتظر أن يُستكمل المجلس الجماعي تقييم الملاحظات المسجلة بشأنه قبل إحالته على عامل الإقليم. يتطلب الأمر أيضًا أن يقوم عامل الإقليم بمراجعة هذه الملاحظات وإرفاقها بتقرير إلى الوكالة الحضرية، التي ستتولى دراسة الملف القانوني وفقًا للاستشارات الجماعية، بما في ذلك اقتراحات المنتخبين وطلبات المواطنين. بعد ذلك، يتم التحضير لعقد اجتماع اللجنة المركزية للمصادقة على التصميم.
يجدر بالذكر أن الموافقة النهائية على تصميم التهيئة والضابطة المرتبطة به تتطلب مرسومًا يُعتمد باقتراح من الوزير المكلف بالتعمير، ويجب أن يحصل على رأي مطابِق من وزير الثقافة إذا كان هناك أي تعديلات تؤثر على المآثر التاريخية.
وفي ظل هذه التحولات، تبقى القنيطرة مدينة تعكس تناقضات النمو العمراني وتحديات التنمية المستدامة، مما يستدعي توازنًا بين تحقيق الازدهار الاقتصادي والحفاظ على البيئة والهوية الثقافية للمدينة.