نيوز بلوس/الرباط
في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الوعي الثقافي والفني في المغرب، نظمت جمعية رباط الفتح معرضًا تشكيليًا مميزًا يعكس آثار فاجعة زلزال الحوز، والذي أبدع في تجسيده الفنان التشكيلي الدكتور عبد الكريم بنيس. حمل المعرض عنوانًا مؤثرًا هو “حتى لا ننسى”، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على ذاكرة هذه الفاجعة التي تركت آثارًا عميقة في نفوس المغاربة.
المعرض، الذي شهد حضورًا دبلوماسياً وازناً، حيث شارك عدد من السفراء العرب المعتمدين بالمغرب، وكذالك عشاق الفن ومحبي الثقافة، قدم لوحات تعبيرية تجسد معاناة السكان والدمار الذي خلفه الزلزال في منطقة الحوز. استخدم الدكتور عبد الكريم بنيس تقنيات فنية معاصرة للتعبير عن الألم والأمل، محاولاً نقل رسالة تضامن ودعم للمجتمعات التي تأثرت بالكارثة.
من خلال لوحاته، نجح بنيس في تجسيد لحظات الحزن والفقدان التي عاشها سكان الحوز، ولكنه في الوقت نفسه أضاء على جوانب من الصمود والتضامن الإنساني التي ظهرت بعد الكارثة. كل لوحة في المعرض تحكي قصة، وتثير مشاعر عميقة لدى الزوار، مذكّرةً إياهم بأهمية التآزر وعدم نسيان من فقدوا حياتهم أو تأثروا بهذه الفاجعة.
في كلمته خلال افتتاح المعرض، عبّر رئيس جمعية رباط الفتح عن أهمية هذا النوع من المبادرات في تعزيز الوعي المجتمعي، قائلاً: “هذا المعرض ليس فقط تكريمًا لضحايا زلزال الحوز، بل هو أيضًا دعوة للتفكير والتأمل في كيفية بناء مجتمع أكثر تماسكًا وقوة أمام الكوارث الطبيعية”.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الكريم بنيس أن هذا المعرض يمثل بالنسبة له تجربة فنية وإنسانية مميزة، حيث حاول من خلال لوحاته التعبير عن مشاعر مختلطة من الألم والأمل، مشددًا على أهمية الفن في توثيق الأحداث الكبرى والمساهمة في حفظ ذاكرة الأمة.
بهذا المعرض، تواصل جمعية رباط الفتح دورها الريادي في دعم الفن والفنانين في المغرب، وتقديم الأعمال الفنية كوسيلة للتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية، مؤكدةً على دور الفن في معالجة الجروح الجماعية والتذكير باللحظات التي لا يجب أن تُنسى.