لماذا وقعت أوروبا دون غيرها في فخ أزمة الغاز؟

أوضح نايف الدندني، الباحث في استراتيجيات الطاقة، أن أوروبا تعتمد على النفط أقل من باقي مناطق العالم فاستهلاكها من الخام العالمي يصل إلى نحو 12%، وقد جهزت نفسها لاستخدامات الغاز كمرحلة انتقالية للتخلص من الوقود الأحفوري، النفط تحديدا، وليكون جسرا ينقلها للطاقة النظيفة.

وقال في مقابلة مع “العربية”، إن استهلاك الصين مثلا مقارنة بالموسم الماضي زاد بنحو 30%، لكن البدائل لديها أكثر من بدائل دول أوروبا التي أصبحت بنيتها التحتية أقل اعتماداً على الفحم والنفط.

وحول أسباب هذه الأزمة، أشار إلى أن صناعة الغاز لم تكن جاهرة لمثل هذا الطلب القياسي التاريخي، مضيفاً أن مجموعة عوامل تضافرت مع بعضها لتشكل هذا الطلب وهذا الشح في إمدادات الغاز.

وكانت ارتفاعات أسعار الغاز في أوروبا تجاوزت 500% منذ بداية العام، فيما وصلت مكاسب الغاز الأميركي منذ مطلع السنة إلى نحو 150%.

وشهدت أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا وبريطانيا، اليوم الأربعاء، ارتفاعات قوية لتصل إلى مستويات قياسية جديدة، حيث زادت عقود الغاز الهولندية والبريطانية بأكثر من 25% بعد أن لامست مكاسبها 40% صباحاً.

تابع الدندني: “شتاء العام الماضي الطويل سبب نقصا في مخزونات الغاز وأثر على جاهزية إمدادت الغاز للشتاء القادم، كما أن الرياح لم تكن كافية لتوليد الطاقة في أوروبا، أما الروس فلم يكونوا جاهزين لمثل هذا الطلب من حيث الطاقة الإنتاجية وقد وضعوا الأولوية للاستهلاك المحلي وروسيا تضخ الآن بكامل سعتها الإنتاجية”.

وأضاف: “هناك مشكلة تعاقدية بين روسيا وأوروبا.. فالعقود كانت قصيرة الأمد والروس يؤكدون أنهم ملتزمون بالعقود وقد وفت بها الشركات الروسية بحسب تأكيدات ألمانيا”.

وذكر أن بناء سعة إنتاجية يحتاج إلى 5 سنوات ونحن بتنا قريبين جدا من الشتاء ونرى الآن زيادة في استهلاك الخام بواقع 500 ألف برميل لسد فجوة النقص في إمدادات الغاز”.

وقال الباحث في استراتيجيات الطاقة: “ما لم تتم زيادة السعة في روسيا والدول المصدرة للغاز ستستمر الأزمة.. كذلك على الأوروبيين تخفيض الضرائب على مصادر الطاقة الأخرى حتى يسهلوا خفض الضغط على الغاز”.

Source