قوس النصر بباريس يلبس حلة جديدة وفق تصور الفنان الراحل كريستو

نشرت في:

دشن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس تغليف قوس الناس بباريس بقماش فضي مائل إلى الأزرق وفق تصور الفنان البلغاري كريستو الذي أبهر العالم في العقود الماضية بأعماله الفنية الضخمة. وسيبقى مشروع تغليف قوس النصر، الذي يشكل تجسيدا لـ “حلم” راود كريستو وزوجته جان-كلود، قائما حتى الثالث من تشرين الأول/أكتوبر.

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أثناء تدشينه تغليف قوس النصر بباريس وفق تصور الفنان البلغاري الراحل كريستو “نوجه تحية إلى كريستو وجان-كلود (زوجة الفنان الراحل). ولا شك في أنهما كانا ليكونا شديدي التأثر… فقد استحال الحلم حقيقة بعد 60 سنة”.

وبعد أسابيع عدة من العمل، غطي قوس النصر بالكامل بـ25 ألف متر مربع من قماش قابل لإعادة التدوير من مادة البولي بروبيلين باللون الفضي المائل إلى الأزرق، مثبتة بحبل أحمر بطول 3000 متر.

وتوجه الرئيس الفرنسي الذي حضر مع زوجته بريجيت، إلى فلاديمير جافاشيف ابن شقيق كريستو الذي أشرف على هذا المشروع، قائلا “هو حلم جنوني قمت بتحقيقه يا فلاديمير، فشكرا جزيلا لك”.

وأشاد ماكرون وهو واقف على سطح هذا المعلم البارز في العاصمة الفرنسية بحضور رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو ورئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ بـ”تحفة فنية… لم تكلف دافعي الضرائب فلسا” تساهم في “إشعاع” البلد، معربا عن امتنانه لـ”السواعد الكثيرة” التي سمحت بتنفيذ هذا المشروع.

وتلقى مشروع تغليف قوس النصر “لارك دو تريومف رابد” الذي سيبقى قائما حتى الثالث من تشرين الأول/أكتوبر دعما من مركز بومبيدو وحظي بموافقة بلدية باريس وقصر الإليزيه. وهو يشكل تجسيدا لـ”حلم” راود كريستو وزوجته جان-كلود.

استنهاض

أنجز كريستو وزوجته جان-كلود سنة 1962 صورة مركبة تظهر قوس النصر مغلفا بالقماش، وهي فكرة ولدت في مخيلتهما لدى تأملهما النصب من شقتهما الباريسية الأولى على جادة فوش.

وكان كريستو قد قال أثناء تقديم مشروعه الأخير، قبل وفاته بعامين “سيكون ذلك بمثابة كائن حي ينبض بالحياة في الريح ويعكس الضوء. ستتحرك الطيات وسيصبح سطح النصب حسيا”.

وتبلغ تكلفة المشروع 14 مليون يورو، وهو ممول ذاتيا بالكامل بفضل بيع أعمال أصلية لكريستو ورسوم تحضيرية وتذكارات وأعمال ليتوغرافية.

وتوفي كريستو العام الماضي في نيويورك عن 84 عاما، واشتهر بتغليف معالم عالمية شهيرة بالقماش من بينها جسر بون نوف على نهر السين في باريس ومبنى البرلمان في برلين (رايشتاغ).

وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو قد قالت في وقت سابق من يوم الخميس إن هذه التحفة “هدية رائعة للباريسيين والفرنسيين وسواهم من هواة الفن”.

وصرحت خلال مؤتمر صحافي “أعتبر هذه البادرة الرائعة نداء إلى الحرية. فتغليف قوس النصر يدخل تغيرات سلسة على حيزنا لبضعة أيام”.

أما رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، فأكدت أن التجربة السابقة لتغليف جسر بون نوف على نهر السين في باريس سنة 1985 كانت حاسمة في اتخاذ القرار عينه لقوس النصر.

وقالت آن هيدالغو التي أعلنت عن ترشحها للانتخابات الرئاسية في فرنسا سنة 2022 “عندما غلف بون-نوف، شعرت بأنه استنهض باريس”، مشيدة بفنان “أثر على مفهوم الفن المعاصر”.

انتقادات

غير أن هذا العمل الفني أثار انتقادات أيضا. وقد دعا المهندس كارلو راتي، أحد أصدقاء كريستو، في مقال نشر السبت في صحيفة “لوموند” إلى التخلي عن هذا المشروع “الذي يتسبب بهدر القماش… لدواع بيئية وفكرية”.

ومنذ 1836، يشكل قوس النصر الذي أطلق نابليون الأول ورشة بنائه العام 1806، موقعا لمراسم تخليد ذكرى انتصارات جيش نابليون الكبير، كما يضم منذ 1921 رفات الجندي المجهول خلال الحرب العالمية الأولى.

وسيبقى المعلم مفتوحا للزوار طوال مدة تغليفه وستبقى شعلة الجندي المجهول فيه مضاءة.

 

فرانس24/ أ ف ب

Source