نيوز بلوس /الرباط
حمزة الاندلسي بن ابراهيم
باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية
باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية
قامت الاحزاب السياسية ومرشحيها مباشرة بعد انطلاق الحملة الانتخابية بنشر منشوراتها الانتخابية ووصلاتها التواصلية سواء المنجزة من لدن شركات الانتاج والتواصل او تلك المعدة في اطار خدمات سمعية بصرية موجهة لقراء الصحف الالكترونية، بمواقعها الالكترونية وكذا بمواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الالكترونية المهتمة بالمجال الانتخابي.
الملاحظ هذه السنة ان الخطاب التواصلي ينسجم مع ضوابط التواصل الاجتماعي من حيث اللغة المستعملة (الدارجة المغربية) التبسيط والمدة الزمنية للتواصل وتوقيت نشر المحتوى.
غير أنه ،ولحدود الان، لم تتواصل الاحزاب باللهجات الامازيغية او باللسان الصحراوي الحساني مع الناخبين الناطقين بهما، اللهم استعمال حرف التيفناغ على مستوى المنشورات الخاصة بشعار الاحزاب للحملة الانتخابية، الشيء الذي يعد قصورا في التواصل وانتصارا لانتماء على اخر.
واذا كان التطور الملحوظ في الخطاب التواصلي الافتراضي للاحزاب السياسية هو نتيجة لمسار بزغ منذ انتخابات 2011 حيث استغلت الاحزاب الكبرى انذاك مواقعها الالكترونية وصفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي للتواصل السياسي الانتخابي، فإنه كذلك امر واقع فرض على الاحزاب السياسية للتماشي مع الاجراءات الاحترازية المفروضة من لدن الحكومة في اطار حالة الطوارئ الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، ذلك ان التواصل السياسي مع الناخبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يستمر الى ما بعد ساعة الحجر الصحي الشامل أي الساعة 21 مساء التي تنتهي فيها عمليا الحملة الواقعية وتستأنف مباشرة افتراضيا في ساعة الذروة في العالم الافتراضي المغربي.
وهنا لابد من طرح سؤالين يتمثلان في :
– ما اثر الحملة الانتخابية الافتراضية على اقناع الناخبين لتصويت لصالح لوائح الاحزاب السياسية يوم 8 شتنبر 2021 ؟
– ما هي الوظائف الضمنية للحملة الانتخابية الافتراضية ؟
بخصوص السؤال الاول بطبيعة الحال سيكون ضئيلا على اعتبار أن الولوج لمواقع التواصل الاجتماعي غير متاح لكافة الناخبين حيث نسبة مهمة منهم لا تتوفر على الربط بشبكة الانترنيت او هاتف ذكي او حاسوب كما ان امية البعض منهم تجعلهم غير قادرين على استيعاب خطاب قوامه الاساسي لغة قانونية اقتصادية صرفة، فضلا على ان التصويت لازال في السوق السياسي المغربي رهين منطق القرابة الشخصية أكثر من البرامج الانتخابية، لكنه بالتأكيد سيساهم في استقطاب الناخبين، رغم قلتهم، للتصويت لفائدة الحزب او الحزبين اللذان نجحا في اقناعه ببرنامجهم الانتخابي.
اما السؤال الثاني فجوابه يتجلى في :
– تسويق النموذج الديمقراطي المغربي خصوصا من زاوية التعددية السياسية.
– التعريف بالنظام الانتخابي المغربي لدى عامة زوار مواقع التواصل الاجتماعي.
– تشجيع البحث العلمي السياسي من خلال توفير مادة خام للباحثين يمكن استغلالها في ابحاثهم الجامعية.
– ترويج سوق الشغل من خلال تمكين اليد العاملة الناشطة في المجال السمعي البصري من طلبات عروض.
– مناهضة حملة ما مصوتينش التي واكبت الحملة الانتخابية الافتراضية منذ بدايتها أي مع منتصف ليلة الامس.
حمزة الاندلسي بن ابراهيم
باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية
باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية