أسعار الفحم ترتفع.. هل تهدد تنافسيته مع الغاز المسال؟

قفزات هائلة لأسعار الفحم الحراري، تهدد تنافسيته بالمقارنة مع الغاز الطبيعي المسال.

فخلال الأسبوع الماضي، سجل السعر القياسي للفحم الأسترالي العالي الجودة أعلى مستوى له في ثلاثة عشر عاماً قرب 170 دولاراً للطن، بزيادة تفوق 260% عن أدنى المستويات المسجلة العام الماضي.

المؤشر المهم الذي تراقبه الأسواق في ظل هذا الارتفاع، هو تكلفة إنتاج الكهرباء من الفحم مقابل تكلفة إنتاجه من الغاز الطبيعي المسال.

وهناك مؤشر مهم يسمى السعر الفاصل للتحول بين الفحم و الغاز المسال في محطات الكهرباء، أو the natural gas switching price وهو يعبّر عن السعر الذي تتعادل عنده تكلفة توليد الكهرباء بين الغاز المسال والفحم.

هذا السعر الفاصل يقدر حالياً بنحو 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية من الغاز المسال في اليابان وبنحو 12.5 دولار للمليون وحدة حرارية في كوريا الجنوبية، بينما يقف التسعير الفعلي للغاز المسال المرتبط بعقود خام برنت فوق عتبة العشرة دولارات بقليل.

وهذا يعني أن التكلفة باتت متقاربة جداً بين الفحم والغاز المسال في اليابان، بينما بات الغاز المسال أقل تكلفة بالفعل في كوريا الجنوبية، وهو ما يشكل تحوّلاً لا سابق له في التاريخ القريب على الأقل، إلا أن التقارب السعري بين الفحم والغاز المسال قد لا يكون كافياً لحدوث تحول دراماتيكي بعيداً عن الفحم، بل يتطلب الأمر بقاء الأسعار عند الهوامش الحالية لبضعة أشهر.

ومن الجدير الإشارة إلى أن اليابان وكوريا الجنوبية هما الدولتان الأكثر قدرة على التحوّل بمرونة بين الفحم والغاز في محطات توليد الكهرباء.

المفارقة أن هذا التقارب السعري يأتي على الرغم من الارتفاع الكبير لأسعار الغاز المسال في السوق الفورية، وسط الطلب القوي على التكييف في الصيف الحار.

ومعروف أن سوق الغاز المسال ينقسم ما بين العقود الطويلة الأجل، التي تشكل ثلثي السوق في آسيا تقريباً، والسوق الفورية.

Source