جاب معارضو تدبير التصريح الصحي الخاص بأزمة كوفيد-19، العديد من مدن فرنسا في تظاهرات نظمت في يوم السبت الخامس على التوالي وتأتي بعد أيام على تعميم الإجراء في غالبية الأماكن العامة.
وانطلقت أبرز مسيرتين في باريس على وقع شعارات مثل “فلنحرر فرنسا” و”احمل تصريحك يا ماكرون وارحل”.
وعلى الضفة الأخرى، في المسيرة التي نظمتها حركة “السترات الصفر”، أبدت المتقاعدة ماري هوغيه رفضها “لفكرة عدم القدرة على الذهاب إلى حيث نشاء”، فيما رأى الثلاثيني الموظف في مكتب حقوقي يان فونتين “وأداً للحريات وتمييزاً” خلف التصريح الصحي.
ولا ينفك نطاق هذه التحركات يتسع. وكانت وزارة الداخلية أشارت إلى تظاهر أكثر من 237 ألف شخص في أرجاء فرنسا الأسبوع الماضي.
وبدون تسجيل حوادث كبيرة إلى الآن، تجتذب التحركات عائلات ومتظاهرين غير مسيسين وكذلك ممرضين أو عناصر إطفاء شاركوا بلباسهم المهني، في مشهد يتجاوز مجرد رفض اللقاحات أو الاعتقاد بنظريات المؤامرة.
ومنذ الاثنين، بدأ في فرنسا العمل بالتصريح الصحي في معظم الأماكن العامة. ويتعيّن على الفرنسيين إبراز الوثيقة في الحانات والمطاعم ودور السينما والمسارح والمشافي وقطارات المسافات الطويلة.
وتثبت هذه الوثيقة الصحية أن الشخص ملقّح بالكامل ضد كوفيد، أو أنه يحوز فحصا نتيجته سلبية، أو أنه تعافى من المرض حديثاً.
ويلوم المتظاهرون الحكومة على الاستهانة بالاحتجاجات. وقالت مجموعة “الرقم الأصفر” التي تنشر في فيسبوك إحصاءاتها حول المشاركين في كل مدينة، إنها أحصت السبت الماضي، مشاركة 415 ألف متظاهر “على الأقل” في فرنسا.
“ديكتاتورية صحية”
وخارج باريس، ترتقب المسيرات الأكبر في الجنوب حيث تحوّلت تولون ومونبيلييه ونيس ومرسيليا وبيربينيان إلى مراكز أساسية للاحتجاجات.
وتظاهر نحو ألف شخص في الصباح في لانيون بمنطقة بروتاني (غرب) رفضاً لـ”الاعتداء على الحريات”، تلبية لمبادرة جماعية جمعت حزب “فرنسا المتمرّدة” وحركة “اتاك” المنادية بعولمة بديلة ونقابيين.
ولفتت الصحافة المحلية إلى تضاعف عدد المشاركين في أسبوعين.
وترفع فئة ضمن هذه الحركة المتنوعة المشارب وبلا قيادة فعلية، شعارات معادية للسامية، في حين يتم التعامل مع بعض مراكز التلقيح والصيدليات على أنها “متعاونة مع الاحتلال”، أو تتعرض لأفعال كيدية.
ويندد المتظاهرون بتقييد “حرياتهم” وبـ”ديكتاتورية صحية”.
وتثير هذه الاتهامات، استياء الحكومة التي تواجه طفرة وبائية في اثنين من أقاليم ما وراء البحار، هما غوادلوب ومارتينيك.
وبعد فرض إغلاق جديد في مارتينيك، وجّه وزير الصحة اوليفييه فيران، الخميس، انتقادات لحركة “نتحدث عنها كثيرا” وترفع “شعارات مشبوهة للغاية أحياناً”.
ولا تزال الحكومة تأمل في إقناع المترددين بتحقيق هدف تلقي 50 مليون فرنسي الجرعة الأولى من لقاحات مضادة لكوفيد-19 في نهاية أغسطس.
ومنذ يوم الاثنين الماضي، يطُلب من المواطنين إظهار هذه الشهادة في الأماكن العامة، مما يثبت أنهم قد تم تطعيمهم أو أن فحوصا في الآونة الأخيرة أثبتت عدم إصابتهم بفيروس كورونا.
وتقدر السلطات أن ما يزيد على 200 تجمع يجري تنظيمها حاليا بأنحاء البلاد بمشاركة حوالي 250 ألف محتج.