نشرت في:
بموافقة أكثرية الثلثين، صوتت لجنة التراث العالمي داخل منظمة اليونسكو على سحب مرفأ ليفربول من قائمتها للتراث العالمي على إثر مخاوف بشأن مشاريع تطوير مفرطة تفقد الموقع أصالته. وبهذا القرار، ستفقد ليفربول وضعها كأحد مواقع التراث العالمي الذي تتمتع به منذ عام 2004 والذي وضعها في مصاف مواقع شهيرة مثل تاج محل وسور الصين العظيم. من جهتها، أعربت بريطانيا الأربعاء عن “خيبة أمل بالغة” وندد رئيس منطقة ليفربول بالقرار ووصفه بأنه “تدبير رجعي”.
أعلنت منظمة اليونسكو الأربعاء سحب مرفأ ليفربول من قائمتها للتراث العالمي، متحدثة عن مخاوف بشأن مشاريع تطوير مفرطة تفقد الموقع أصالته.
وصوت 13 مندوبا لصالح اقتراح سحب المرفأ الواقع في شمال غرب بريطانيا من القائمة، في مقابل رفض خمسة أعضاء، ما ينوف عن أكثرية الثلثين المطلوبة لسحب موقع ما من قائمة التراث العالمي.
ويعني هذا التصويت، الذي أتى خلال اجتماع لجنة التراث العالمي في المنظمة برئاسة الصين، أن ليفربول ستفقد وضعها كأحد مواقع التراث العالمي الذي تتمتع به منذ عام 2004 والذي وضعها في مصاف مواقع شهيرة مثل تاج محل وسور الصين العظيم.
ثالث موقع ينال هذا المصير
وبذلك أصبحت ليفربول ثالث موقع ينال هذا المصير، بعد قرارين مشابهين طاولا سابقا محمية المها العربي في سلطنة عمان سنة 2007 ووادي إلبه في مدينة دريسدن الألمانية سنة 2009.
ويعود هذا القرار إلى المخططات الموضوعة لاستصلاح المرفأ، بما يشمل تشييد مبان شاهقة ومدرج جديد لكرة القدم، ما قد “يلحق أضرارا دائمة” بالطابع التراثي للموقع، وفق لجنة اليونسكو. وكانت ليفربول أدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي إثر عملية تجديد طموحة للواجهة البحرية وأرصفة السفن بعد عقود من التراجع.
يذكر أن ليفربول كانت نقطة انطلاق لملايين المهاجرين الإيرلنديين والبريطانيين وأيضا للعبيد الأفارقة في القرون الماضية. كما تشكل هذه المدينة ذات التراث الموسيقي الغني مهد فرقة بيتلز. وقد ساهم هذا التاريخ في صوغ ما اعتبرته اليونسكو “الطابع المميز والروحية الفريدة” للمدينة.
وكان المجلس الدولي للآثار والمواقع، وهي هيئة استشارية لليونسكو، قد “طلب مرارا” من الحكومة البريطانية تقديم ضمانات أقوى عن مستقبل المدينة المدرجة منذ سنة 2012 على قائمة التراث المهدد. إلا أن مشاريع التجديد تواصلت لدرجة باتت تفقد الموقع أصالته. ويشكل ملعب كرة القدم الجديد لنادي إيفرتون الذي وافقت عليه الحكومة من دون أي تحقيق عام، “أحدث مثال عن مشروع ضخم يتعارض تماما” مع أهداف اليونسكو، بحسب المجلس.
“تدبير رجعي”
من جهتها، علقت الحكومة البريطانية الأربعاء على القرار معربة عن “خيبة أمل بالغة” لدى بريطانيا. وأضافت: “نعتبر أن ليفربول لا تزال تستحق تصنيفها على قائمة التراث العالمي نظرا إلى الدور الهام الذي أدته أرصفة السفن في التاريخ والمدينة بشكل أوسع”.
إلى ذلك، أعربت رئيسة بلدية ليفربول العمالية جوان أندرسون أيضا عن “خيبة أملها”، قائلة إنها “تجد صعوبة في فهم كيف يمكن لليونسكو أن تفضّل بقاء أرصفة سفن فارغة بدل بنائنا مدرج إيفرتون”. وأعلنت عزم سلطات المدينة التقدم بطعن في هذا القرار.
كما ندد رئيس منطقة ليفربول ستيف روثرام بهذا القرار “المتخذ من الطرف الآخر من العالم على يد أشخاص يبدو أنهم لا يفهمون النهضة” التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة. ووصف سحب ليفربول من قائمة التراث العالمي بأنه “تدبير رجعي لا يعكس الحقيقة على الأرض”.
ولفت إلى أن “مواقع كثيرة أوردت ذكرها اليونسكو موجودة في مناطق تحتاج بشدة إلى الاستثمارات”، معتبرا أن “مناطق مثل ليفربول يجب الا تُخيّر بين الحفاظ على وضعها كموقع تراثي” أو مساعدة “مجتمعات متروكة لمصيرها”.
دول أخرى متخوفة
وعارضت بلدان عدة بينها أستراليا التي يواجه الحاجز المرجاني العظيم فيها أيضا احتمال ملاقاة المصير عينه، سحب ليفربول من قائمة اليونسكو، معتبرة أنه تدبير “راديكالي” في عز جائحة كوفيد-19.
كما طالبت البرازيل والمجر ونيجيريا إرجاء القرار عاما واحدا لإعطاء مزيد من الوقت للمجلس البلدي الجديد الذي انتُخب في أيار/مايو.
فرانس24/ أ ف ب