مع اقتراب إتمام انسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من أفغانستان، تواصل حركة طالبان سيطرتها على مزيد من الولايات والمناطق في البلاد، وقد سيطر مقاتلو الحركة، الأحد، على إقليم بانجواي ذي الأهمية الاستراتيجية في ولاية قندهار الجنوبية، معقل الحركة السابق بعد معارك ليلية مع القوات الأفغانية، على ما أعلنت السلطات المحلية.
ويقع إقليم بانجواي على مسافة حوالى 15 كلم من مدينة قندهار، عاصمة الولاية، وكان لفترة طويلة بؤرة لطالبان، وشهد على مر السنين معارك بين المتمردين وقوات الحلف الأطلسي.
وتأتي السيطرة على بانجواي بعد يومين على انسحاب القوات الأميركية والأطلسية من قاعدة باغرام، أكبر قاعدة للتحالف في أفغانستان على مسافة 50 كلم شمال كابول، والتي شكلت مركزا للعمليات ضد المتمردين خلال العقدين الماضيين.
الشرطة الأفغانية
مركز الشرطة.. ومبنى الإدارة المحلية
وقال حاكم منطقة بانجواي هاستي محمد إن معارك جرت بين طالبان والقوات الأفغانية خلال الليل، وإن القوات غادرت المنطقة في نهاية المطاف. وأفاد وكالة فرانس برس أن مقاتلي “طالبان سيطروا على مركز الشرطة في المنطقة ومبنى الإدارة المحلية”.
من جانبه، أكد رئيس مجلس ولاية قندهار جان خاكريوال سقوط بانجواي، متهما القوات الأفغانية التي كانت موجودة “بأعداد كافية” بأنها “تعمدت الانسحاب”.
وتدور معارك ضارية منذ أسابيع في عدد من الولايات الأفغانية وتؤكد طالبان السيطرة على مئة إقليم من أصل حوالي 400 في البلد.
ويخشى المراقبون أن يعاني الجيش الأفغاني صعوبات بمواجهة طالبان بعد انسحاب القوات الأجنبية من باغرام وقريبا من أفغانستان بالكامل، في غياب الدعم الجوي الذي كانت القوات الأميركية توفره له حتى الآن.
عناصر من القوات الأميركية في أفغانستان
يذكر أنه منذ بدء الانسحاب النهائي للقوات الأميركية في الأول من مايو، صعّدت الحركة هجماتها ضد القوات الأفغانية وسيطرت على عدة مناطق ريفيّة، فيما يعمل الجيش على تحصين مواقعه في المدن الكبرى التي يحاصر المتمردون أغلبها.
وأكدت الحركة أمس السبت أنها سيطرت على سبع مقاطعات إضافية في ولاية بدخشان (شمال شرق).
لكن رغم كل تلك المعطيات على الأرض، فإن تصاعد القتال وضغوط طالبان لم يمنعا الولايات المتحدة من تسريع انسحابها من البلاد لوضع حد للحرب الأطول في تاريخها.