تتوالى الاتهامات بحق وزير الداخلية التركي سليمان صويلو منذ أن كشف زعيم المافيا المعروف سادات بيكير قبل أسابيع أن الوزير منحه امتيازاتٍ حكومية وقدّم له معلوماتٍ سرّية سمحت بهروبه من تركيا، لكن هذه المرة كشفت صحيفة تركية معارضة أن صويلو متورط باستخدام طائرة خاصة لرجل أعمال تركي اعتقلته النمسا قبل أسبوع.
وبحسب صحيفة “جمهورييت”، المحسوبة على حزب المعارضة الرئيسي في تركيا وهو “الشعب الجمهوري”، قام صويلو باستخدام طائرة رجل الأعمال التركي سيزجين باران كوركماز في صيف عام 2018 خلال فترة الانتخابات الرئاسية والنيابية التي شهدتها تركيا آنذاك.
وكوركماز مطلوب لدى الولايات المتحدة التي تتهمه بالاحتيال واختلاس أكثر من 500 مليون دولار من الإعانات. وتطالب واشنطن فيينا بتسليمه إليها بعدما ألقت السلطات النمساوية القبض عليه يوم 20 يونيو الجاري، وهو أمر لا ترفضه أنقرة، حيث تسعى السلطات التركية بدورها إلى تسليم كوركماز لواشنطن على خلفية القضية التي يُزعم أنها شهدت تمرير 133 مليون دولار عبر حسابات مصرفية يسيطر عليها رجل الأعمال في تركيا ولوكسمبورغ.
وزير الداخلية التركي
وذكرت الصحيفة المعارضة، في تقريرها الذي كتبه الصحافي تونكاي مولافييس أوغلو، أن صويلو تعامل مع طائرة رجل الأعمال التي تبلغ قيمتها 54 مليون دولار مثل “سيارة أجرة”، ما يعني استخدامها لأكثر من مرة ما يثبت وجود صلات وطيدة بين الرجلين.
ومن غير المستبعد أن يتم العثور على اسم وزارة الداخلية في لائحة ركاب الطائرة التي تحتفظ بها المديرية العامة للطيران المدني التركي (SHGM)، وفق ما ذكر مولافييس أوغلو في صحيفة “جمهورييت”، لكن القضاء التركي لم يتحرك بشأن هذه الاتهامات الجديدة، على ما أفاد مصدر في البرلمان التركي لـ”العربية.نت”.
وتعرّضت علاقة صويلو مع كوركماز المتهم بقضايا غسل الأموال والاحتيال الإلكتروني، لتدقيقٍ متزايد بعدما اتهم زعيم المافيا الذي ظهر في عدّة مقاطع فيديو قبل أسابيع، صويلو بتحذير رجل الأعمال الذي يواجه تحقيقاً أمنياً، ما سمح له بمغادرة تركيا تجنباً لاحتجازه لاحقاً.
وكان زعيم المافيا بيكير قد اتهم أيضاً وزير الداخلية بتلقي أموال من فاروق فاتح أوزر الذي هرب من تركيا إلى ألبانيا على خلفية احتياله على آلاف الأتراك بمبلغ يقدر بنحو 3 مليارات دولار في عملية تداول للعملات الرقمية، وأوزر هو الرئيس التنفيذي لمنصة تداول العملات المشفرة Thodex.
وينفي صويلو كل التهم الموجّهة إليه، سواء تلك التي وردت في تقرير الصحيفة المعارضة أو التي وجهها إليه زعيم المافيا التركي. وكان قد تقدّم أواخر شهر مايو الماضي، بدعوى قضائية بحق بيكير بذريعة “تشويه السمعة”.
ووفق ادعاءات بيكير، فقد التقى صويلو بأوزر لمدّة ساعتين أواخر العام الماضي في مقر الوزارة وأخبره بإنهاء التحقيقات، ليقوم رجل الأعمال بعدها بمغادرة تركيا.
ومنذ مطلع مايو الماضي، خرج بيكير في سلسلة مقاطع فيديو على موقع “يويتوب” وكشف فيها عن روابط بين كبار المسؤولين الأتراك وعصابات الجريمة المنظمة.
وفي مختلف تلك المقاطع المصورة، ركّز بيكير بشدة على صويلو، لكنه أيضاً اتهم أركان يلدريم نجل رئيس الوزراء التركي السابق بالاتجار بالمخدرات وتهريبها. كذلك اتهم مسؤولين آخرين في البلاد بالتورط في عمليات فساد وقتل معارضين وصحافيين من خلال تعاون السلطات مع رجال المافيات.