أثار ظهور أنواع جديدة وأكثر عدوى من فيروس كورونا سؤالًا مقلقًا مفاده: هل ستمنع اللقاحات الحالية المضادة لفيروس COVID-19 هذه المتغيرات من التسبب في المرض؟
تشير دراسة نُشرت يوم الأربعاء في مجلة Nature العلمية إلى أن الإجابة هي نعم. وكان البحث واضحًا إلى حد ما، حيث أخذ العلماء عينة دم من المتطوعين الذين تلقوا لقاح Johnson & Johnson، وفحصوا مستويات الأجسام المضادة المعادلة، النوع الذي يمنع الفيروس من دخول الخلايا.
يقول دان باروش، مدير مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات في مركز Beth Israel Deaconess الطبي في بوسطن: “ما أظهرناه هو أن الأجسام المضادة المعادلة تقل بنحو خمسة أضعاف على متغير B.1.351″، بموجب التسمية الجديدة التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية، يسمى B.1.351 الآن متغير “بيتا”، وقد ظهر لأول مرة في جنوب إفريقيا.
يضيف: “هذا مشابه جدًا لما أظهره باحثون آخرون مع اللقاحات الأخرى.. لكن ما كشفناه أيضًا هو أن هناك العديد من الأنواع الأخرى من الاستجابات المناعية بخلاف الأجسام المضادة المعادلة، بما في ذلك الأجسام المضادة الرابطة والأجسام المضادة الوظيفية واستجابات الخلايا التائية”، وفق ما نقله موقع npr.
وهذه الاستجابة المناعية الأخيرة، استجابة الخلايا التائية، يقول باروش إنها مهمة للغاية، لأن الخلايا التائية، وخاصة خلايا CD8 T، تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من المرض.
يتابع باروش: “هذه هي الخلايا التائية القاتلة.. هي أنواع الخلايا التائية التي يمكنها أساسًا البحث عن الخلايا المصابة وتدميرها وتساعد في إزالة العدوى مباشرة”.
يقول أيضاً: “في الواقع لا يتم تقليل استجابات الخلايا التائية – على الإطلاق – للمتغيرات.. إنه ليس فقط متغير بيتا، ولكن أيضًا متغيرات ألفا وجاما”.
قد يساعد ذلك في تفسير سبب منع لقاح Johnson & Johnson الإصابة بأمراض خطيرة عند اختباره على متطوعين في جنوب إفريقيا، حيث تنتشر أنواع مقلقة من متحورات كورونا.
فيروس كورونا
من ناحيته، يقول أليساندرو سيت، اختصاصي المناعة في معهد لا جولا لعلم المناعة: “البيانات قوية جدًا.. تُظهر بيانات دان باروش بشكل رائع حقًا أنه لا يوجد انخفاض ملموس في تفاعل CD8 T-cell”.
حصل مختبر Sette على نتائج مماثلة مع لقاح Pfizer-BioNTech و Moderna. وكذلك فعلت مارسيلا ماوس في مستشفى ماساتشوستس العام.
وعلى الرغم من أن الأمر سيستغرق دراسات على الأشخاص للتأكد من أن اللقاحات ستعمل ضد المتغيرات، “أي شيء يولد استجابة مناعية للخلايا التائية لفيروس السارس- CoV-2، يمكنني القول إنه واعد ويحتمل أن يكون وقائيًا”، بحسب ماوس.
ما هو غير واضح حتى الآن هو المدة التي ستستغرقها استجابة الخلايا التائية، لكن العديد من المختبرات تعمل للإجابة عن هذا السؤال.