تهديدات أميركا تماثل أخطاء الاتحاد السوفيتي القاتلة

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة تخطئ إذا ظنت أنها “قوية بما يكفي” للإفلات من عاقبة تهديد الدول الأخرى، مضيفاً أن ذلك خطأ أدى إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.

وأدلى بوتين بتصريحاته في مؤتمر صحافي عقده في وقت متأخر أمس الجمعة، وقالت وكالة “تاس” للأنباء إنه تحدث خلاله عن العقوبات الأميركية على موسكو.

وجاءت التصريحات قبل أيام من اجتماع بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن الذي فرضت إدارته في أبريل الماضي مجموعة كبيرة من العقوبات على روسيا، من بينها قيود على التعامل في الديون السيادية الروسية.

ونُسب إلى بوتين قوله: “نسمع تهديدات من الكونغرس، ومن جهات أخرى. وكلها تصدر في سياق العملية السياسية المحلية في الولايات المتحدة”.

بايدن في الكونغرس (أرشيفية)

بايدن في الكونغرس (أرشيفية)

وأضاف: “ربما يفترضون أن الولايات المتحدة لديها من القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية ما يجعلها قادرة على الإفلات من عاقبة ذلك”. وقال بوتين إن هذا السلوك جعله يتذكر الاتحاد السوفيتي السابق.

ومضى يقول: “المشكلة مع الإمبراطوريات أنها تعتقد أنها قوية بما يكفي لارتكاب بعض الأخطاء. تقول لنفسها: نشتري هؤلاء الناس، نتنمر عليهم، نعقد الاتفاقات معهم، نقدم لهم قلادات، نهددهم بالسفن الحربية. يظنون أن هذا سيحل جميع المشاكل. لكن المشاكل تتراكم. وتأتي لحظة يصبح فيها من غير الممكن حلها بأي شكل”.

يأتي هذا بينما قال البيت الأبيض والكرملين إن بايدن وبوتين سيجتمعان في جنيف يوم 16 يونيو الحالي لمناقشة “المجموعة الكاملة من القضايا الملحة”، على حد تعبير واشنطن.

وقد أعرب بوتين أمس عن رغبته في أن تفضي القمة التي ستجمعه ببايدن إلى تحسين العلاقات الروسية الأميركية رغم تحميله واشنطن المسؤولية عن تصاعد التوتر في السنوات الأخيرة.

لقاء بين بايدن وبوتين في موسكو في 2011

لقاء بين بايدن وبوتين في موسكو في 2011

وقال بوتين في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي: “علينا إيجاد سبيل لتنظيم هذه العلاقات التي هي اليوم في أدنى مستوياتها”.

وبينما أحجم عن توجيه انتقادات إلى الغربيين، فإنّه حمّل واشنطن المسؤولية عن تدهور العلاقات بين الدولتين.

ووصف فرض الولايات المتحدة عقوبات على بلاده في السنوات الأخيرة بـ”اللغز”. ورأى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة باتت “رهينة اعتبارات سياسية في الولايات المتحدة”.

وقال “آمل أن ينتهي ذلك يوما مًا”، لافتاً إلى أن “المصالح الأساسية في مجال الأمن على الأقل، الاستقرار الاستراتيجي وخفض الأسلحة الخطيرة” يجب أن تحظى بالأولوية.

Source