محمد بكاس / نيوز بلوس
عرفت مدينة تمارة خلال السنوات الأخيرة ، إسوة بباقي مدن المملكة ، تزايد عدد مؤسسات التعليم الخصوصي ، و كذلك في أعداد المقبلين على هذه المؤسسات ، باعتبار أن جودة و ظروف التعليم بها أفضل من المؤسسات العمومية التي يغلب عليها طابع الاكتضاض.
و على الرغم من ارتفاع مصاريف المدارس الخاصة بكل المستويات ، إلا أنها تبقى وجهة مفضلة لعدد من أولياء الأمور الراغبين في تلقين أبناءهم تعليما جيدا يراعي متطلبات و حاجيات العصر.
و رغم المحاسن التي يحاول البعض عدها للتعليم الخاص ، إلا أن هناك انزلاقات و ممارسات غير تربوية ، لا تمت بأي صلة إلى قطاع التربية الوطنية ، وقعت فيها بعض المؤسسات الخاصة ، ومن بين مظاهر هذه الانزلاقات تفشي ظاهرة نفخ نقط المراقبة المستمرة و التي أصبحت سمة تميز بعضا من هذه المؤسسات و ميزة تجعلها قبلة للباحثين عن نقط مرتفعة بدون أدنى مجهود.
و في هذا السياق ، فقد توصلت “نيوز بليس” بفيديو منسوب لمؤسسة خاصة شهيرة بمدينة تمارة ، ذات بناء عمودي ، و تتواجد بأحد الشوارع الرئيسية للمدينة ، حيث يظهر بعض من أطرها التربوية يمدون تلاميذ السلك الثانوي بورقة بها أجوبة لامتحانات (لم يجتازوها على ما يبدو) ، و يطالبونهم بتدوينها بالحرف في أوراق تحمل أسماءهم.
و حسب بعض المصادر ، فإن المؤسسة المعنية ، سبق أن اتخدت في حقها قرارات تأديبية من طرف الجهات الوصية ، بعد أن تبث تخويلها نقطا غير مستحقة في فروض المراقبة المستمرة ، و جاء ذلك بعد تعميق البحث وتحليل نتائج امتحانات البكالوريا بهذه المؤسسة ، حيث سجلت فروقات في متوسط النقط المحصل عليها من طرف التلميذات والتلاميذ بين مكون المراقبة المستمرة من جهة، ومكوني الامتحان الجهوي والامتحان الوطني من جهة أخرى.
ذات المصادر أشارت إلى أن لجنة من المديرية الإقليمية للتعليم بالصخيرات تمارة ، قد فاجئت ذات المؤسسة ، بزيارة تفقدية خلال الآونة الأخيرة ، و وقفت على خروقات توضح بجلاء سوء التدبير و التسيير التي تقبع فيه.
و بالموازاة مع ذلك ، فقد أكد أستاذ لمادة علوم الحياة و الأرض بمدينة تمارة ( رفض الكشف عن هويته) إلى أن نفخ نقط التلاميذ أمر تعمد إليه بعض المؤسسات التعليمية من أجل تكثيف نسبة النجاح لديها، وبالتالي إظهار المدرسة بصورة المؤسسة التي تفرز تلاميذ ناجحين ومتفوقين أكثر من غيرها من المؤسسات الأخرى إلا أنه بالمقابل لا يمكن تعميم ظاهرة نفخ نقط ومعدلات الامتحانات على جميع مؤسسات التعليم الخصوصي بتمارة.
هذا و قد دعا مهتمون بالشأن التربوي بتمارة ، المديرية الإقليمية للتعليم بالصخيرات تمارة ، للرفع من درجة يقظتها في هذا الموضوع ، و تكثيف زيارات المراقبة و تشديدها على مثل هكذا مؤسسات ، تفاديا للسقوط في وضعيات يصعب التعامل معها ، كتلك التي وقعت قبل حوالي أسبوعين، حينما قامت مؤسسة خصوصية بتمارة بفتح باب التسجيل و استخلاص المستحقات المالية من أولياء الأمور، بالرغم من صدور حكم قضائي ضدها شهر يونيو 2022 يقضي بإفراغ مقر المؤسسة ، ليجد بعدها التلاميذ أنفسهم بالشارع بعد تطبيق قرار الافراغ بالقوة العمومية أواخر شهر شتنبر الماضي ، أمام رفض القائمين على ذات المؤسسة ايجاد حلول للتلاميذ أو حتى ارجاع مصاريف التسجيل و الدراسة ، و هو المعطى الذي وضع مديرية التعليم في موقف جد حرج.
و لنا عودة للموضوع…

ما هو رد فعلك؟
حب0
حزين0
سعيدة0
نعسان0
غاضب0
ميت0
غمزة0