نيوز بلوس-الرباط
في إطار النسخة الثالثة من حديث الخميس، تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، محاضرة افتتاحية تلقيها الأستاذة الدكتورة عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، في موضوع: “الأسرة وأزمة القيم”، وذلك يوم الخميس 24 مارس 2022 ابتداء من الساعة الرابعة عصرا بمدرج ابن خلدون بالكلية المركز (باب الرواح).
لقد اتخذت هذه النسخة من حديث الخميس، “العولمي والمحلي وسؤال القيم” موضوعا مركزيا للاشتغال، وذلك بعد دورة أولى انشغلت بـ”التفكير في العولمة، التفكير في اللايقين” ودورة ثانية اهتمت بـ”التفكير في المستقبل: الرهانات والتحديات”. ويأتي الاهتمام بالعولمي والمحلي وسؤال القيم في هذه الدورة، اعتبارا للأسئلة الكبرى التي استعادتها الإنسانية بشأن الأنا والآخر، المحلي والعولمي، في أزمنة الجائحة والمخاطرة واللايقين. فضلا عن انطراح سؤال التحولات القيمية بدرجة أكبر في كثير من المناحي المجتمعية الوطنية والدولية.
ولهذا فإن حديث الخميس، الذي تريده كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، فضاء حواريا تعدديا، يواصل تأكيده على الدور الثقافي والفكري للجامعة، وانخراطها الإيجابي في المرافقة العلمية لما يعرفه المجتمع من ديناميات متعددة الأبعاد والانتماءات.
يذكر أيضا أن الوزيرة عواطف حيار ، وبحكم خلفيتها الأكاديمية ومسؤوليتها الوزارية، ستعمل في هذه المحاضرة على مساءلة واقع الأسرة المغربية في ظل التحولات القيمية الكبرى، التي أوجبها الانتماء إلى أزمنة العولمة والتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، منطلقة من سؤال مركزي وهو : “هل بمقدور الأسرة أن تتحول إلى سور وقائي في مواجهة أزمة القيم؟” فهل بمقدورها أن تؤدي دور المتراس الكفيل بمواجهة تحولات العولمي وارتدادات أزمة القيم؟ وهل يتعلق الأمر بأزمة قيم؟ أم بقيم الأزمة؟
وتجدر الإشارة في الختام إلى أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تبقى حريصة على استعادة وتطوير النقاش العلمي حول مختلف القضايا المجتمعية والوطنية، أملا في القراءة الموضوعية للوقائع والأحداث بغية التأويل والاستشراف. فعن طريق حديث الخميس، وغيره من الفعاليات العلمية والثقافية التي تطلقها الكلية، يبقى الهدف الرئيس هو التوكيد على مبدأ المؤسسة الجامعية المواطنة والمنشغلة بقضايا المجتمع، اقتناعا منها بأن الدور الحقيقي للجامعة هو الفعل العلمي الجاد والمثمر، والذي يؤسس لمجتمع المعرفة ويعبد الطريق نحو التنمية والأمن الثقافي. فبالآداب والعلوم الإنسانية، وبثقافة البحث العلمي وبقيم الحوار والانفتاح، يمكننا العبور الآمن والمجدي إلى النموذج التنموي الجديد.