نيوز بلوس – أحلام مُدني
بقلم شيماء المساوي
مهما تكاثرت الأيادي حولي ستبقى دائما يد أمي الأحن، سيبقى حضنها أكثر دفئا من باقي الأحضان ودون أيّ شك سيظل قلبها هو الألطف على الإطلاق … لا خوف يضاهي خوف والدتي عليّ، ولا حبّ يعادل ذلك الذي تكنّه هي لي، ضحكتها هي اللبنة التي تأسس عليها بيتنا والشيء الذي يجعل روحي تزهر في عز ذبولها، دعواتها سقف متين يحميني من غزارة قسوة الحياة ويزرع الطمأنينة بداخلي…سأكبر يا أمي، لكن في عينيك سأظل دائما طفلتك الصغيرة، طفلتك التي تخافين عليها من نسمة برد عابرة، ستمر الأيام وستفرقنا المسافات، لكنك ستظلين روحي الثانية وقطعة مني، ربّما سيحبني غيرك يا أمي، لكن سيبقى حبك الشيء الوحيد الذي أؤمن أنه حقيقي، ستظلين يا أمي الإنسانة التي لا تعوّض ولا يأتي الزمن بمثلها قطّ، ستظلين الوحيدة التي تريد رؤيتي في القمّة وتدعو لأن أحصل دائما على كلّ ما يشتهيه قلبي … إن سألوني عنك يا حبيبتي سأقول: أمي امرأة عظيمة، امرأة صبرت فوق الصبر صبرا، تحملتني وأنا في أحشائها، بل أحبّتني … تحملت أوجاع الدنيا كلّها لأكبر أنا، وجدتها بجانبي حينما وقعت، وجدتها عند رأسي عندما مرضت، في ظلامي كانت دائما هي النور الذي ينير طريقي، وفي الشدة كانت هي أملي … أمي فعلا امرأة عظيمة، هي الوحيدة التي تراني جميلة في كلّ حالاتي، حتى أنها تكاد تقسم أن وجهي يشع جمالا رغم أنه ليس كذلك، هي الوحيدة التي تتحمّل معي مسؤولية أخطائي ولا تهون عليها دمعة واحدة من عينيّ … أمي هي اللين وسط قساوة العالم، هي الدواء الذي يشفي كل جروحي، هي اليقين الوحيد وسط كل الكذبات.