بقلم الأستاذ والباحث حسن أهضار
تطرح جريمة تيزنيت – على غرار كورث عدة نسأل ربنا اللطف – سؤال: الأمن الصحي بهذا البلد. فمرتكب الجريمة يعاني من مشاكل نفسية وعصبية معا، ( محاولة انتحار سابقة، إيداعه المركز الصحي، وثائق طبية…)
فما الرعاية التي يلقاها ذووا المشاكل النفسية والعصبية بالمغرب؟
ليس عبثا أن تتحدث مجتمعات عن درجات الأمن، وليس عبثا أن يتطور مفهوم الصحة ليرتبط بالتوازن والطمأنينة. فليس في الدنيا نظام بوليسي متطور قادر على مواجهة الاضطرابات والعنف وما تبثه من رعب. فالقادر على ذلك بعد الله هو: التوازن النفسي، والإحساس بالكرامة والثقة وغيرها من مقومات العيش الكريم والصحة النفسية المتوازنة..
مؤسف أن أدوية مرضى النفس والأعصاب من أغلى القوائم بالمغرب؛ فكم من أسر ومرضى فقراء الحال مضطرون شهريا لاقتناء عقاقير ب 200 د فما فوق.
وهناك من تعقدت وضعيته لعدم انتظام تناول الدواء بسبب ارتفاع السعر وفقر اليد. وآخرون بلغ بهم المرض حد التشرد والاضطرابات المؤلمة كنوبات الصرع والهذيان والعنف وهواجس الرعب والانتحار وغيرها..
ولم يعد الأمر يهم طائفة من المرضى فقط؛ فالمرض جر معه آلامه ومشاكله للمحيط الحاضن لهم خاصة الأسر المغلوب على حالها.. فلا هي قادرة على زيارة أطباء النفس والأعصاب – مع ندرة التخصصات المعنية- ومن بلغ عتبة عيادة لا يقدر على المتابعة بانتظام..
أما الرعاية النفسية بالتتبع والتأطير وحسن التوجيه – وهي آكد وأهم- فلنضفها للائحة المستحيل في هذا البلد؛ نعم هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمسجد والأطباء والإعلام وهيئات المجتمع المدني ومؤسسة(الجْماعة)..إلا أن النزعة الفردانية وتحلل روابط القيم وهجوم ضغوط الحياة وآلامها؛ جعلت حياتنا أقرب ليوم الفزع الأكبر.
من حق المغاربة إذن أن يعلنوا الحسين الوردي ” المهدي المنتظر” علّه ينجح في مرافعة قاتلة تخفض ثمن عقاقير الأعصاب والنفس. بعد تحقيقه نجاحا أقرب لمعجزته حين خفّض ثمن أدوية عدة. أما حكومتنا الحالية فماضية في خطين؛
الأول: التفقير برافع الأسعار. الثاني: قدرتها على معرفة لون جواربنا ( التقاشر).
سؤال الأمن الصحي إذن أكبر من بطاقة راميد – مع أهميتها- وأكبر من وعود انتخابية كاذبة، واكبر من تفسيرات متحيزة تروم فرض تفسير حورج بوش بعنف، إنه سؤال ” الأمن” وما أدراك ما الأمن؛ سؤال نعمة لا تحلو الحياة بدونها. نعمة تخفف الخوف والرعب في النفوس، وتخفف الثقل على رجال الأمن والدرك. فاللهم الطف بنا فيما جرت به المقادر.
ما هو رد فعلك؟
حب0
حزين0
سعيدة0
نعسان0
غاضب0
ميت0
غمزة0